لندن ـ وكالات
العلاقة الجنسية الصحية والإيجابية لا تنتج من أول لقاء، وتحتاج إلى التعاون والتفاهم من قبل الزوجين؛ حتى تصل إلى مرحلة الإشباع الجنسي، ففي بعض الأحيان لا يكون هناك سبب مرضي للاضطراب الذي يطرأ على الممارسة الحميمة، وإنما يكون السبب المباشر هو عدم التناغم الجنسي، وأحياناً العاطفي بين الزوجين؛ ما يجعل من الجماع أمراً ميكانيكياً بعيداً عن تحقيق الراحة البدنية والنفسية، التي يتمناها الزوجان، خاصة إذا كان الموضوع يتعلق بالزوجة من ناحية اعتمادها على الإثارة الذاتية؛ لتحقيق الإشباع الجسدي للعلاقة الجنسية. الحالة: وصلت رسالة من احدى السيدات تقول إنها تبلغ من العمر 34 عاماً، متزوجة منذ 4 أعوام، ولديها طفل، وتصف حياتها الزوجية بالحياة المنظمة والروتينية بحكم طبيعة عمل الزوج، التي تتطلب السفر كثيراً، فلا تراه إلا أياماً محدودة كل شهر؛ الأمر الذي جعلها تعتمد على الممارسة الذاتية «ممارسة العادة السرية»؛ للحصول على الراحة البدنية الجنسية، وكما تصف الطريقة باستثارة المنطقة الخارجية للجزء الحساس «منطقة البظر» وكما تضيف، أنها متعودة على هذه الطريقة حتى من قبل الزواج. وتضيف: مشكلتي أنني في أثناء الجماع لا أشعر بالمتعة نفسها التي تعودت عليها وأنا لوحدي، وهو الموضوع الذي يسألني زوجي عنه؛ قائلاً إنه يهتم للناحية الجنسية لديّ، ويرغب في مساعدتي، والحقيقة أنني لا أشعر برغبة في أي علاج؛ فأنا لا أعتقد أنني مريضة، أو أحتاج لعلاج كما يقول زوجي، واسمحي لي دكتورة أن أخبرك بأمر لا يمكن أن أخبر زوجي به، وهو أنني وبعد الانتهاء من الجماع؛ ألجأ إلى الممارسة الذاتية؛ للوصول إلى الراحة من دون أن يلحظ زوجي؛ الذي دائماً ما يشعرني في أثناء اللقاء الحميم، وعلى ندرته بأنني أعاني من مرض يحتاج لعلاج. هل فعلاً أنا مريضة كما يعتقد زوجي؟ وهل كثرة غيابه؛ هي السبب في عدم قدرتي على الاستغناء عن العادة السرية؟ أنا في حيرة ولا أعرف لأي طبيب أذهب؟ إذا كانت حالتي تستوجب العلاج؛ فأنا أخشى من أن أدخل في متاهات الأطباء، وأخاف جداً من الأدوية، أرجوكم ساعدوني. الإجابة: هذا الموضوع مهم ويعاني منه عدد كبير من الزوجات في صمت، ولا يعرفن كيفية التعامل معه، إما خوفاً مما قد ينتج عنه من تبعات من قبل الزوج أو حتى الخوف من العلاج، والاعتقاد أن الحالة تستوجب أدوية وما إلى ذلك من أمور متشابكة متعلقة بالمشكلة الأهم، وهي انعدام التناغم الجنسي، والتأثير السلبي للعادة السرية لدى المرأة المتزوجة. هناك حقائق علمية مرتبطة بهذا الموضوع: 1- هناك أكثر من 30% حالات تم تسجيلها لممارسة العادة السرية بين النساء المتزوجات في المجتمع الأميركي، كما أظهرتها دراسة قام بها مجموعة من الأطباء في أكثر من 9 ولايات، ويعتقد أن العدد الحقيقي قد يكون أعلى من هذا الرقم. 2- أظهرت الدراسة السابقة؛ أن الأسباب الرئيسة وراء ذلك؛ هي فقدان الحوار الحميم بين الزوجين أثناء الجماع؛ حيث يحدث القذف لدى الرجل قبل أن تصل الزوجة إلى المرحلة الحيوية في الجماع. 3- الإثارة الجنسية التي تنتج عن استخدام المنطقة التناسلية الخارجية عند المرأة «منطقة البظر»، تؤدي إلى حدوث نشوة الجنس بصورة أقل شدة من تلك التي تحدث نتيجة استعمال المهبل أثناء الجماع. 4- عامل التعود على استخدام البظر للإشباع الجنسي؛ قد يجعل المرأة لا تشعر بالراحة نفسها إذا لم يتم التدريب على استعمال المهبل أثناء الجماع. وللمساعدة في تحسين الأداء الجنسي بينكما؛ يجب أن نوضح بعض الحقائق حول المعتقدات غير الصحيحة التي وردت في رسالتك، وهي بالمناسبة المعتقدات نفسها التي تنتشر بين عدد كبير من النساء في معظم المجتمعات الإنسانية في الشرق والغرب على حد سواء: أولاً- الخلل الذي يطرأ على التناغم في توقيت الوصول لذروة الجماع لا يعد مرضاً، خاصة إذا كان كلا الطرفين قادراً على الوصول لهذه الذروة أثناء ممارسة العادة السرية، ويحتاج الزوجان إلى اتباع طريقة إعادة التقارب في التوقيت الجنسي، ولا يجب أن يكون ذلك عن طريق الأدوية. ثانياً- تباعد فترات اللقاء الحميم؛ قد تؤثر بصورة سلبية على الصحة النفسية والجنسية للزوجين، خاصة إذا كانت الرغبة الحميمة موجودة، ولم يتم إيجاد طريقة للتعويض عن فترات الانقطاع، كأن يكون هناك إجازات قصيرة ومتكررة من العمل أفضل من الحصول على إجازة طويلة وبفترات متباعدة جداً، هذا الموضوع مهم للأسرة من الناحية النفسية بالقدر نفسه للناحية الجنسية. ثالثاً- يجب التدريب على الحوار الحميم مع الزوج؛ للوصول إلى التناغم الجنسي الذي تحتاجانه في علاقتكما الجنسية: وإليك مثال على ذلك: - يحاول الزوج تأخير عملية الإيلاج؛ حتى تصبح الزوجة أقرب للوصول إلى مرحلة الذروة. - الإطالة في استخدام الإثارة للمنطقة الحميمة عند الزوجة من داخل المهبل، والتقليل من لمس منطقة الخارجية. - يمكن الاستعانة بالزوج أثناء اللقاء الحميم في المراحل الأولى؛ لممارسة الإثارة الذاتية، وحتى يتم التدريب على الإحساس المهبلي، ثم يتم الاستعاضة عن ذلك بالجماع. - العمل على الالتقاء الحميم؛ حتى ولو لم يكن هناك جماع، مع التدريب على الاستمتاع بالشعور الجنسي للمس الأعضاء الحميمة، الذي يساعد على تقوية الإحساس الحميم بين الزوجين.