نواكشوط ـ حبيب القرشي
أعلنت وزارة الصحة الموريتانية وفاة 7 حالات في مدن مختلفة من ولاية لبراكنة الواقعة جنوب شرقي نواكشوط، جراء الإصابة بالتهاب السحايا. وقال طبيب موريتاني مقيم في الولاية في إتصال مع "العرب اليوم" إن الوفيات التي اعتبرت غامضة، وقعت نتيجة إصابة أصحابها بإلتهاب السحايا، فيما أدت الوفيات المتلاحقة إلى انتشار حالة من الهلع بين صفوف السكان. وأضافت صحيفة "الصحراء" إن المصالح الطبية في الولاية أعلنت استنفارها، بسبب حالة القلق المتزايدة، وقام وزير الصحة أحمدو ولد جلفون رفقة وفد من قطاعه بزيارة تفقدية، الاثنين، لكل من المناطق المسجل بها الوفيات. وأشار مصدر ميداني في الولاية أن الأطباء يرجحون أن يكون الوباء هو التهاب السحايا وأن حالات الوفاة التي وقعت بسبب تأخر التشخيص وعدم استعمال المضادات الحيوية المكافحة للمرض في الوقت المناسب. ومرض التهاب السحايا والذي يعرف عند الأطباء ب Meningitis هو مرض جرثومي حاد، يبدأ فجأة بارتفاع في درجة حرارة الجسم وصداع شديد وتصلب في الرقبة والظهر مع غثيان وقيء وطفح صغير الحجم على الجلد، ثم يتطور إلى هذيان وضعف عام وغيبوبة، ثم انهيار عام وصدمة. وبحسب الأطباء فإن المرض يشخص بوجود الجراثيم الخاصة به في الدم، أو في سائل النخاع الشوكي أو في مسحات تؤخذ من الحلق، وتنتقل العدوى مباشرة عن طريق الرذاذ وفي الملابس وعن طريق الأشياء الملوثة، ويتراوح دور الحضانة بين يومين وعشرة أيام وعادة تكون المدة من ثلاث إلى أربعة أيام. ويتم عزل المريض إلى أن ينتفي وجود الجراثيم في المسحات المأخوذة من الحلق. ويؤكد المتخصصون عدم وجود لقاح يمنع هذا المرض تماما، بسبب اختلاف أنواع الجراثيم المسببة له، مشيرين إلى وجود لقاحات للتحصين ضد أنواع البكتيريا الرئيسية المسببة لالتهاب السحايا مثل المكورات السحائية Meningococci والهيموفلس أنفلونزي من النوع (ب) Haemophilus influenze type b أو Hib والتي تسبب أمراض أخرى أيضا، والمكورات الرئوية Pneumococci. كما يتم معالجته بواسطة المضادات الحيوية مثل البنسلين أو الأمبسلين والكلورامفينيكول والسيفالوسبورين وهي فعالة في علاج هذا المرض.