أكد علماء بريطانيون أنهم توصلوا إلى طريقة جديدة لتنظيم ضغط الدم، مانحين بذلك الأمل فى التوصل إلى أدوية جديدة لعلاج النوبات القلبية. ويعانى واحد من كل أربعة أشخاص من ارتفاع ضغط الدم، ورغم توفر كثير من الأدوية القوية للتعامل مع هذه الحالة، إلا أنها لم توفر للكثيرين الوصول إلى معدلات ضغط دم طبيعية. وقد توصلت دراسة أجريت فى كنجز كوليج إلى العثور على طريقة تسمى الأكسدة. وحتى الآن كان الرأى السائد أن الأكسدة شئ ضار وليس مفيدا، إلا أنها تلعب أيضا كما يوضح دكتور جمال شعبان أستاذ القلب بالمعهد القومى للقلب دورا حاسما فى تنظيم الوظائف الطبيعية للخلايا. ويعتبر بروتين kinase G أو PKG من البروتينات المهمة التى تدخل فى بناء كل أنسجة الجسم، إلا أنه يلعب دورا جوهريا فى الجهاز الدورى بوجه خاص، حيث يقوم بتنظيم ضغط الدم. وتلعب مادة أوكسيد النتريك التى تنتج داخل الأوعية الدموية دورا حاسما فى هذه العملية. فتم اكتشاف أن المواد المؤكسدة مثل بيروكسيد الهيدروجين تنتج رابطة بين حمضين من الأحماض الأمينية، يقومان بدورهما بتنشيط بروتين الـ PKG. ويؤدى هذا إلى خفض ضغط الدم. ويعتزم الباحثون حاليا اكتشاف ما يمكن أن تلعبه هذه الطريقة الجديدة فى التغلب على الأعراض التى تسبق الإصابة بالنوبات القلبية. يقول البروفيسور جيريمى بيرسون مدير مؤسسة أبحاث أمراض القلب فى بريطانيا "هذا بحث مثير. أولا تتيح الطريقة الجديدة التى توصل إليها العلماء المجال لإنتاج أدوية جديدة لمقاومة مرض ارتفاع ضغط الدم، وثانيا إن ضغط الأكسدة لا يغير فقط من قوة تدفق الدم، بل يؤثر أيضا فى قدرة القلب على الانقباض، ويتدخل فى الكثير من حالات الالتهابات".