الكيراتين، وهو المادة التي تتألف الشعرة منها، يفرز في القسم العميق من جلدة الشعر في سماكة البشرة، وتفرزه غدد صغيرة خاصة وهي الحليمات التي لا ترى أبدا. وكل حليمة تعمل وكانها مصنع مختص في صناعة الكيراتين. ولكل شعرة حليمة تعمل من دون توقف، يساعدها في مهمتها دورة دموية ناشطة ومجموعة من الأعصاب الودية. وفي ذروة الحليمة يوجد جذر الشعرة الذي ينتفخ وحده على شكل مخروط مائل الى البياض وهو البصلة. وهناك فتحة على سطح الجلد تثقب الحليمة وهي ما يسمى بفروة الشعر. وفي جلد الشعر توجد غدد تفرز مادة دهنية تسمى السيبوم. هذه الغدد تفرز سيبومها في كيس الشعرة التي تسبح بصلتها في السيبوم. والشعر الرقيق الذي يبلغ قطرة 80 ميكرونا جميل ولكنه هش اما الشعر الذي قطره ما بين ال90 وال100 ميكرونا فهو قليل الجمال ولكنه شديد المقاومة. وفي الحالة الطبيعية فان معدل سقوط الشعر من 30 الى 40 شعرة يوميا مع بصلتها، اما الحليمة فتظل حية وتعمل على انبات شعرة جديدة. ويصاب الشعر بالمرض كما أي عضو اخر في الجسم لكن اشكال مرضه مختلفة، منها الحليمة المتلفة، فهذه حالة تصيب الرجال و20 في المئة من النساء حيث يرتفع عدد الشعرات الساقطة يوميا حتى الـ 300 شعرة وهذا له علاقة بعمل هرمونات الاندروجين. وقد تبدأ مع الرجال في عمر السابعة عشرة، مع فترات هدوء لتعود مرة اخرى بشكل هجمات حادة. ان كثرة هذا الهرمون تصيب الغدد الدهنية لجلدة الشعر فتجعلها تفرز السيبوم( الدهن الجلدي) بغزارة ، ولان هذا الدهن يصب في كيس الشعرة فانه يغرق البصلة والحليمة ويصب في انبوب الشعرة فيسقط الشعر الذي يعود الى النمو لان الحليمة مازالت حية لكن الشعر يصبح رقيقا اكثر فاكثر ثم تموت الحليمة بدورها فلا يمكن تعويض ما يتساقط من الشعر. وعلاج ذلك بسيط لكن يجب ان يبدأ به باكرا، فمجرد ظهور هذه العوارض يجب تجنب استعمال الفرشاة والشامبو وكل أنواع تزيين الشعر، مع ازالة الدهون كل يوم عدة مرات بمحلولات على اساس الكحول والاتير والاسيتون، وعدم استعمال البريانتين وضرورة تدليك جلدة الشعر في الصباح والمساء عشر دقائق كاملة، ومن الافضل للمرأة إجراء فحص هرمونيا. هناك سقوط الشعر المفاجئ الذي يكون نتيجة مرض او حمى طويلة الأمد او اصابة بالسل او الحمى المالطية او التيفوئيد، في هذا الحالات تكون الحليمة سليمة وتعود الى سابق عهدها، لكن توجد حالة اخرى لا تقل خطورة وهي زوال الشعر بشكل سريع ومفاجئ،وهو مرض يصيب الحليمة على اثر ازدياد في توتر الألياف الودية، وينجم هذا المرض غالبا على اثر تهيج او انفعال شديد او بعد ارهاق قد طال أمده أو احيانا من غير سبب معروف قد يعرف باجراء فحص مخبري عام للمريض. ويتعدى الامر من الرأس الى الحاجبين، وعند الرجال الى اللحية، هنا يجب وضع المريض في معزل عن مصادر الانفعال والتهييج ومعالجة الطبيب لكل رقعة من الرقع التي زال منها الشعر بالاشعة ما فوق البنفسجية والثلج الفحمي والكورتيزون او الهيستامين. من اجل العناية بالشعر في الحالات العادية يجب عدم الافراط في الاعتناء به كأن يدوم تمشيطه 20 دقيقة وتحميمه ثلاث مرات بالشامبو أسبوعيا، فهذا يلحق الضرر خاصة بالشعر الرقيق لانه يستنفذ مادة الكيراتين ويجعل الشعر متقصفا او يسبب تكسره فجأة وبسرعة او تشقق نهاياته، بل من الافضل استخدام فرشاة مصنوعة من المواد الطبيعية متوسطة القساوة وغسله كل ثمانية ايام بالشامبو، ويفضل عدم استعمال الصابون العادي،بل مستحضر حمضي بعض الشيء. وينصح باستعمال شامبو يستخرج من البيض( ليستين) اذا كانت جلدة الشعر جافة، اما اذا كانت دهنية فيفضل استعمال لوسيون مزيل للدهن يمرر بفوطة من القطن مبلولة بالكحول على فروة الشعر مع تدليك جلدة الشعر في الصباح والمساء.