حذرت منظمة الصحة العالمية من المخاطر التي يمكن أن تتسبب فيها فيروسات جديدة على صحة البشر، وذلك بعد عشر سنوات على تفشي فيروس سارس الذي أودى بحياة أكثر من 800 شخص، وظهور فيروس جديد من نفس عائلته في الشرق الأوسط في سبتمبر/أيلول الماضي، وذلك في مؤتمر عقد في جنيف. وقالت مديرة المنظمة مارغريت تشان لدى افتتاح الدورة السادسة والستين لجمعية الصحة العالمية التابعة للمنظمة، الاثنين، في جنيف، إن الموقف الحالي يتطلب تعاون جميع دول العالم لأن الوضع الصحي لم ينفرج بعد. وتشكل هذه الجمعية أعلى جهاز لاتخاذ القرار في منظمة الصحة العالمية التي تأسست عام 1948. ويأتي الاجتماع في وقت سجل فيروس كورونا نوفل المشابه لفيروس الالتهاب التنفسي الحاد (سارس) 41 إصابة عالميا، توفي منهم 20. بالإضافة لاستمرار انتشار فيروس جديد من إنفلونزا الطيور من سلالة "أتش7أن9" في الصين الذي تسبب في مقتل 36 شخصا هذا العام حتى الآن. وأكدت مارغريت أن الوضع تحت السيطرة فيما يتعلق بفيروسات سارس وكورونا نوفل وإنفلونزا الطيور، لكنها اعترفت بأن تعرض إحدى مناطق العالم لخطر صحي يمكن أن يعرض بقية المناطق للخطر نفسه. ودعت رئيسة المنظمة الأممية الدول الـ194 الأعضاء في المنظمة لفعل المزيد من أجل تحقيق الأهداف الألفية التي حددتها الأمم المتحدة في قطاع الصحة حتى عام 2015. نوفل وسارس ينتميان لعائلة واحدة تسمى الفيروسات التاجية (الأوروبية) ويستمر المؤتمر حتى الثلاثاء المقبل، ويناقش فيه الباحثون أهم مهام منظمة الصحة العالمية خلال المرحلة المقبلة والتي من بينها -على سبيل المثال- اتخاذ إجراءات مؤقتة لمواجهة أوبئة الإنفلونزا، وكذلك مناقشة الأهداف التي لم تنجح المنظمة في تحقيقها حتى الآن، ومطالبة الدول والحكومات بسرعة تطبيق الإصلاحات الإدارية المطلوبة لتحسين المستوى الصحي في العالم. ويستعرض المشاركون في المؤتمر خلال الأيام المقبلة محصلة ما ستنجزه المنظمة بحلول عام 2015 من الأهداف الألفية للأمم المتحدة في قطاع  الصحة. ومن المتوقع أن يخلص المشاركون في المؤتمر إلى عدم تحقق عدة أهداف هامة متعلقة بالمتطلبات الطبية الأساسية في أكثر دول العالم فقرا سواء بشكل جزئي أو كلي. ورأت مارغريت أن التحديات التي تواجه العالم في قطاع الصحة اليوم تختلف عما كانت عليه عام 2000 عندما اعتمدت الأهداف الألفية من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وقالت إن حجم سلسلة من الأمراض غير المعدية مثل ارتفاع ضغط الدم والمعاناة النفسية ارتفع بقوة خلال السنوات الماضية. في حين أكدت نجاح المنظمة في مواجهة انتشار فيروس نقص المناعة المكتسب (إيدز) والتوسع في تقديم المساعدة الطبية للمصابين به.