الدوحة ـ قنا
كشفت الدكتورة مارجريت تشان مدير عام منظمة الصحة العالمية عن اتفاق مع المسؤولين القطريين لانشاء مركز متميز في الدوحة يعني بمكافحة الامراض غير السارية ورصدها. كما كشفت الدكتورة مارجريت ان دولة قطر ستصبح قريبا عضوا في الوكالة العالمية لمكافحة السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية لتكون بذلك اول دولة عربية تنضم لهذه الوكالة التي تضم في عضويتها 30 بلدا. واشادت مديرة الصحة العالمية التي زارت الدوحة مؤخرا على راس وفد من المنظمة بالتطور الكبير الذي يشهده القطاع الصحي في قطر، وقالت "اهنئ الشعب القطري على ما يحظي به من رعاية صحية ومدى استثمار القيادة الحكيمة في قطاعي الصحة والتعليم من اجل رفع المستوى المعيشي للمواطنين". واضافت ان دولة قطر تتمتع بقيادة حكيمة ولديها رؤية مستقبلية وشجاعة ليس في اتخاذ القرارات فحسب بل وفي تنفيذها ..منوهة برؤية قطر الوطنية 2030 التي جعلت من الانسان محور الاهتمام. وعبرت عن اعجابها بجهود المجلس الاعلى للصحة في الارتقاء بالنظام الصحي في قطر، وقالت انه من بين 23 دولة عضوا في منظمة الصحة العالمية في اقليم شرق المتوسط تعتبر دولة قطر واحدة من افضل الدول على صعيد الرعاية الصحية. وبيّنت مديرة منظمة الصحة العالمية ان زيارتها الى الدوحة شكلت فرصة مهمة للبحث في تقوية التعاون بين دولة قطر و المنظمة في عديد من المجالات منها مجال سلامة الطرق والوقاية من الاصابات والوفيات الناتجة عن حوادث الطرق. واوضحت في هذا الاطار ان مجموعة خبراء من منظمة الصحة العالمية سيقومون بزيارة الدوحة خلال الشهرين القادمين لتقييم الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في الحد من وفيات الطرق والاصابات واجراء تدريبات مشتركة في هذا المجال . واعلنت مديرة منظمة الصحة العالمية عن امكانية فتح مكتب للمنظمة في واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر وفقا لدعوة من المسؤولين القطريين، وقالت "ان المنظمة تلقت دعوة من المسؤولين في قطر لفتح هذا المكتب من اجل تعزيز اوجه التعاون، والمسألة ما زالت في مراحلها المبكرة وقيد البحث لرؤية امكانية تحقيق ذلك بهدف تقوية التعاون". وبخصوص مركز مكافحة الامراض غير السارية قالت الدكتورة مارجريت تشان مدير عام منظمة الصحة العالمية ان المركز الذي سيكون له بعد اقليمي وكذلك عالمي على المدى البعيد سيهتم برصد الامراض غير السارية مثل امراض القلب والسكري والسرطان والوقاية منها وخفض عوامل الخطورة من خلال اجراء سلسة من البحوث والدراسات. وعن انضمام قطر للوكالة العالمية لمكافحة السرطان اشارت الى ان موضوع مكافحة السرطان كان من بين المسائل المهمة التي جرت مناقشتها في الدوحة وتم الاتفاق على ان تكون دولة قطر عضوا في الوكالة خلال الاشهر القادمة. وقالت ان الوكالة تقوم باجراء بحوث استراتيجية مهمة تتعلق بوبائية السرطان واسباب هذا المرض وطرق الكشف المبكر عنه والوقاية من بعض انواع السرطان التي يمكن الوقاية منها. ولفتت الى ان انضمام قطر للوكالة سيكون مهم بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية وهو انجاز يتيح لدولة قطر ان تلعب دورا كبيرا في مجال مكافحة السرطان كما يمهد الطريق امام دول اخرى للحصول على عضوية الوكالة العالمية التي تقوم بدور مهم جدا للتصدي لهذا المرض انطلاقا من تضافر الجهود وجمع المعلومات والابحاث في هذا المجال . وكشفت مديرة منظمة الصحة العالمية عن اجتماع خبراء عالي المستوى سيعقد في الدوحة قبل نهاية العام الجاري سيركز على وبائية السرطان في المنطقة العربية والطرق العلمية للكشف المبكر عن هذا المرض وانواعه. ومن جهة اخرى قالت الدكتورة مارجريت تشان ان منظمة الصحة العالمية تريد الاستفادة من تجربة قطر الرائدة في اجراء وتطبيق البحوث الطبية خاصة تلك التي يتم اجراؤها في المراكز البحثية التابعة لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. واشارت الى زيارتها التي قامت بها لكل من مؤسسة قطر وواحة العلوم والتكنولوجيا حيث تعرفت على الامكانيات التي تتمتع بها هاتان المؤسستان لاجتذاب كبرى الشركات والجامعات في العالم ومنها كلية طب وايل كورنيل في قطر وبنك فيرجين للصحة وغيرها من المراكز البحثية المرموقة مثل مركز قطر للجراحة الروبوتية. واكدت ان منظمة الصحة العالمية سعيدة بالتعاون مع دولة قطر في كل هذه المجالات خاصة ان المنظمة قادرة على الوصول الى 294 بلدا في العالم وبالتالي يمكنها نقل تجربة قطر الرائدة وافضل الممارسات الى العديد من هذه البلدان. ونوهت الدكتورة مارجريت ايضا بمركز السدرة للطب والبحوث الذي تستعد مؤسسة قطر لافتتاحه قريبا ليقدم الرعاية الصحية المتكاملة للنساء والاطفال والبحوث المتعلقة بذلك. وقالت ان المركز من شأنه ان يقدم خدمات كبيرة للعالم بأسره نظرا للحاجة الملحة للاهتمام بصحة المرأة والطفل في العالم في ظل وجود عدد اكثر مما ينبغي من النساء اللاتي يمتن اثناء الولادة وحوالي 9ر6 ملايين طفل يموتون دون سن الخامسة في العالم بسبب امراض قابلة للعلاج مثل سوء التغذية والاسهال وغيرها. واكدت ان الابتكارات العلمية ونتائج الابحاث التي سيتوصل اليها مركز السدرة يمكن الاستفادة منها في بلدان العالم الاخرى من خلال شبكة علاقات دولة قطر بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية . وفي موضوع اخر يتعلق بالازمة السورية والاوضاع الصحية هناك.. ناشدت مديرة عام منظمة الصحة العالمية كافة الاطراف في سوريا الى ضرورة احترام حيادية مؤسسات الرعاية الصحية والمستشفيات وكل المؤسسات التي تقدم الخدمات الطبية هناك. ودعت "اطراف النزاع في سوريا الى عدم الاعتداء على هذه الاماكن والى حمايتها واعتبارها اراضي محايدة حتى تتمكن من تقديم العون الطبي لكل من يحتاجه". كما اوضحت ان منظمة الصحة العالمية ومن خلال مكتبها في سوريا ومقرها الرئيسي بجنيف تعمل على تقديم الدعم الطبي والعلاج لكل من يحتاجه بدون الانحياز لطرف دون اخر فالمنظمة تلتزم الحياد في عملها. كما اكدت تضامن المنظمة العالمية مع دول الجوار السوري التي تستوعب مئات الالاف من اللاجئين السوريين وتقدم لهم العون. من جهته قال الدكتور علاء الدين العلوان المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط ان زيارة وفد المنظمة لقطر كانت مثمرة جدا وتم خلالها بحث العديد من المواضيع وألويات التعاون بين الجانبين ومنها التحديات الصحية في دول المنطقة. واشار الدكتور العلوان الى ان منظمة الصحة العالمية لها برنامج تعاوني مع المجلس الاعلى للصحة ويعمل الطرفان على تطويره في كافة المجالات ومنها ما يتعلق بنظم المعلومات الصحية حيث تم الاتفاق على تقوية التعاون في هذا الجانب بحيث تكون دولة قطر صاحبة المبادرة في تطوير نظم المعلومات الصحية في اقليم شرق المتوسط. ونوه بما حققته دولة قطر في القطاع الصحي وخاصة الانجازات المرتبطة بتعزيز صحة الامهات والاطفال واصبحت لها مؤشرات تساوي او تفوق بعض البلدان الغربية في خفض وفيات الاطفال والامهات.