باريس ـ وكالات
الصرع ليس مرضاً، إذ أنه في 50 في المئة من الحالات يكون عرضاً من أعراض أمراض أو حالات معينة تصيب الدماغ بالإيذاء. أما في باقي الحالات فيكون السبب غير معروف. وفي هذه الحالة قد تلعب الوراثة دورها في حدوث بعض انواع من الصرع. وقد أشارت دراسات عديدة الى ان الرجال اكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الصرع (غير معروف السبب) مقارنة مع النساء بنسبة واحد في المئة. ومعروف أن نوبات التشنج أثناء فترة الحمل تشكل خطرا ًعلى الأم وجنينها، إضافة الى ان بعض الأدوية المضادة للتشنجات قد تؤدي الى اصابة الجنين بتشوهات خلقية. ومع ذلك يمكن القول إن باستطاعة معظم النساء المصابات بالصرع الحمل بسلام وإنجاب اطفال اصحاء، ويفضل ان تُعلم المرأة طبيبها مسبقاً بعزمها على الحمل، الذي قد يقوم باستبدال الأدوية المضادة للتشنجات التي تتناولها بأدوية أخرى أكثر أماناً على الجنين. ولوحظ ان مستوى الأدوية المضادة للتشنجات في الدم غالباً ما تتأرجح بين الزيادة والنقصان خلال فترة الحمل، ما يترتب عليه نقصان او زيادة تكرار حدوث النوبات التشنجية. لذلك من المهم أن تتقيد المرأة الحامل بمواعيد زياراتها للعيادات التخصصية، وخصوصاً عيادة متابعة الحمل وعيادة الأمراض العصبية، حيث يقوم اختصاصي التوليد بمراقبة تطور أعضاء الجنين، والذي قد يتخذ قرارات حاسمة في حال ملاحظة اي تشوه جسدي على الجنين. وأما الطبيب المتخصص في الأمراض العصبية فيقوم بمتابعة وفحص مستوى الأدوية المضادة للتشنجات في دم المرأة الحامل بشكل اكثر انتظاماً، مقارنة مع الفترة خارج الحمل. وفي حال معاناة الحامل من غثيان الصباح وعدم استطاعتها تناول الأدوية المضادة للتشنج، فقد ينصحها الطبيب بتناول الأدوية بعد مرور فترة الصباح المصحوبة بالغثيان والتقيؤ. ويرغب بعض النساء بالتوقف عن تناول الأدوية المضادة للتشنجات في حال رغبتهن بالحمل. وإن حصل ذلك فقد يؤدي الى زيادة شدة التشنجات وتكرارها، ما قد يؤدي الى إيذاء الجنين، أو الإجهاض نتيجة التقلصات العضلية التي تحدث أثناء النوبة. لذلك من الضروري ان تستشير المرأة التي تعاني من الصرع الطبيب قبل اتخاذ أية قرارات أو القيام بخطوات قد تجلب لها المتاعب.