بكين ـ وكالات
يدفع رفض بعض الأشخاص تناولهم الأدوية إلى اللجوء للتداوي بالطب الصيني التقليدي، الذي يستخدم مؤخرا في تخفيف الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي لأورام السرطان باستخدام أعشاب مختلفة يتم إحضارها من الصين."كنت أعاني من مشاكل في ضغط الدم إلا أن الوخز بالإبر ساعدني كثيرا بعودة الضغط إلى مستواه الطبيعي"، بعد أن رفض يورغن ماليكا تناول الأدوية لتنظيم ضغط دمه لجأ إلى التداوي بالوخز وهي من أشهر طرق العلاج في الطب الصيني التقليدي.ويقوم العلاج في الطب الصيني على أساس تحقيق التوازن في طاقة الحياة المختزنة في جسم الإنسان، فحسب تعاليم الطب الصيني يكون الإنسان سليما عندما تتمكن فيه طاقة الحياة والمسماة "تشي" من التدفق دون توقف. وحدوث أي خلل في تدفق هذه الطاقة يعني الإصابة بالمرض . ويعتمد تشخيص المرض في الطب الصيني على جسّ نبض المريض، إذ يخضع المريض في البداية إلى فحص شامل ومن ثم يتم جس نبضه حسبما يشرح الطبيب الصيني جينلين زينغ أخصائي الطب البديل في ألمانيا "يُجس نبض المريض باستخدام ثلاثة أصابع تشير إلى القلب والكبد والكلية وكل نبض يظهر مشكلة ما"وفي حديثها مع DW ترى الدكتورة أمينة الضاهر أخصائية العلاج الطبيعي والطب البديل أن هناك بعض الأمراض يمكن تشخيصها في الطب الصيني عبر التغييرات التي تطرأ على الجسم وتشرح هذه التغيرات بقولها "كتغيير في لون البشرة أو في شكل اللسان ولونه، أو تغير في رائحة الفم أورائحة العرق كلها تدل على وجود خلل أو اضطراب في الجسم".ولكي يعود تدفق الطاقة إلى مجراه الطبيعي، يستخدم الطب التقليدي الصيني وسائل متعددة، منها العلاج بالوخز بالإبر في الجلد، ويرى خبراء الطب الصيني أن فعالية هذه الإبر تكون عالية عندما تكون ساخنة، إذ تزيد من تدفق الطاقة في الجسم.ومن ركائز الطب الصيني تقنية تشي غونغ أيضا، وهي عبارة عن تمارين للحركة والتنفس تسعى إلى تحقيق التوازن بين الجسد والروح وطاقة الحياة. إلى جانب ذلك، يعتمد الطب الصيني أيضا على العلاج بالأعشاب الطبية، إذ يوجد لكل مرض وصفة خاصة به حسبما يشرح جيلين "الوصفات الصينية معقدة لأنها تعتمد على خلط الأعشاب، وتستخدم أحيانا بشكل منفرد".وتؤكد الدكتورة آمنة إلى أن التداوي بالطب الصيني التقليدي هو عبارة عن علاج وقائي وتضيف قائلة "في الطب الصيني لا ننتظر أن يتلف الكبد أو الكلى بل تساعد الإشارات التي ترسلها كلا من هذه الإعضاء على اكتشاف الخلل بشكل مبكر"تستخدم التشي غونغ للتوازن بين الجسد والروح وطاقة الحياةوفي ألمانيا يستخدم الطب التقليدي الصيني لمعالجة أمراض السرطان، فالطب الحديث يساعد في القضاء على الورم وتدمير الخلايا السرطانية، إلا أنه لايعالج الأعراض العامة للمرض كضعف الجسم وحالات التعب الشديد والأرق واضطرابات التغذية، مادفع أطباء المشفى الجامعي في مدينة روستوك مؤخرا لاعتماد الطب الصيني كعلاج تكميلي يساعد على التخفيف من الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي للأورام السرطانية.ويشرح هانس لامبة خبير الطب الصيني في المشفى الجامعي في مدينة روستوك طريقة العلاج بقوله "بواسطة الطب الصيني يتم تشخيص الوظائف المختلة، وإعداد الأعشاب حسب كل حالة، مايعني أنها طريقة تكميلية، يتم اللجوء إليها لتقوية الجسم بعد أن يكون المرض قد نال منه، وأرهق بالعلاج الكيميائي". وتساعد وصفات الأعشاب على تخفيف الشعور بالقيء والغثيان، وتقوم بضبط وظائف الكلية والكبد والأمعاء. وتتألف هذه الأعشاب من مواد طبيعية ومعدنية يتم إحضارها من الصين مباشرة.ويسعى خبراء الطب الصيني إلى ايجاد أعشاب تساعد على الحد من نمو الورم حسب الدكتور لامبة "حاليا نستطيع السيطرة على الأعراض الجانبية الناجمة عن علاج الورم بشكل أفضل. ونأمل مستقبلا أن نتمكن من تقليل وتيرة نمو الورم."وتنصح الدكتورة آمنة باللجوء إلى المداواة بالطب الصيني التقليدي في حالة الأمراض المزمنة كالأمراض الجلدية أو الإكزيما الدائمة وفي حالات الربو واضطرابات الجهاز الهضمي.