هل تعلم بان نسبة الإصابة به تصل إلى نحو 20% من الناس، أي أنه يصيب واحدا" من كل خمسة أشخاص؟ من هو ؟ انه "القولون العصبي" الاكثر انتشار بعدما شكل تحديا" مستمرا" سواء في تشخيصه أو علاجه و ذلك بناء لإحصائيات طبية الاخيرة .و على الرغم من ضعف الاهتمام بالمرض مقارنة بالأمراض المعاصرة فانه يؤثر سلبا" على الحياة اليومية للمصابين به، حيث يتسبب في ارتفاع معدلات ساعات العمل المفقودة وغيابهم عن المدارس، بنسبة ثلاثة أضعاف مقارنة بالأشخاص الأصحاء. ان التعبير عن الأعراض تسهم على نحو فعال في تشخيصه ثم علاجه بنجاح .باعتماد أهمية الاكتشاف المبكر الذي من شأنه تحسين فرص العلاج. وفي هذا السياق علّقت احدى المصايبن به السيدة سامية التي تعاني متاعب القولون العصبي منذ سنوات:" بأن التوعية حول المرض ضرورية ،لان الناس لا يدركون كم يصعب العيش مع آلامه" مضيفة" بأن نساء عديدات يكابدن المرض دون أن يحظين باهتمام كاف".وهنا تحدث الاختصاصي في امراض الجهاز الهضمي الدكتورجوزف شريم بأن:" متلازمة القولون العصبي تنجم عن خلل وظيفي غير عضوي بالأمعاء، ما يسبب آلام القولون المصحوبة بالانتفاخ، مع تغير مفاجئ في عملية الإخراج بين الإسهال والإمساك أو الاثنين معا".وأضاف :" فالأسباب الفعلية وراء القولون العصبي مازالت مجهولة، إلا أن الضغوط النفسية وبعض الأطعمة قد تشارك في تحريضه، كما أن الإحصائيات تفيد أن النساء أكثر من الرجال تأثرا بالمرض بنسبة الضعفين إلى ثلاثة أضعاف، وقد يعود ذلك إلى المشاعر المرهفة للمرأة وميلها للتوتر وكتمان انفعالاتها." بالمقابل فأن تشخيص القولون العصبي أمر صعب مع وجود أمراض مزمنة أخرى بالجهاز الهضمي يصاحبها أعراض تتشابه مع أعراض القولون، وهو ما دفع الخبراء إلى تطوير معايير تشخيصية حديثة، مثل مقياس " " ROME II، الذي من شأنه وضع نهاية لحيرة الأطباء والمرضى.حيث ترتكز هذه المعايير على مراقبة بعض الأعراض التي تصاحب المرض، مثل الألم أو الإسهال التي تظهر على شكل نوبات، بشرط استثناء الأسباب العضوية المحتملة بالجهاز الهضمي.حيث يعتمد المقياس على شكوى المريض من ألم أو متاعب بالبطن لمدة ثلاثة أشهر على الأقل خلال الاثني عشر شهرا التي تسبق عملية التشخيص .