سيتعين على المحال في نيويورك أن تجعل التبغ بمنأى عن الأنظار، وذلك بموجب تشريع مقترح من مايكل بلومبيرج، ويعد آخر مجهودات عمدة المدينة الأمريكية للحد من التدخين. وبحسب الاقتراح، ستوضع منتجات التبغ في خزائن وأدراج تحت الأرفف، أو خلف ستائر. وسيكون من المسموح جعلها مرئية فقط عند شرائها من زبائن راشدين، أو خلال إعادة تخزينها. وقال بلومبيرج إن الإجراء يهدف إلى تقليل التدخين بين الشباب، مضيفا: ''الشباب هدف للتسويق، وهذا التشريع سيساعد على منع جيل آخر من المعاناة من حالة صحية سيئة ومن قِصر متوسط العمر، اللذين ينتجان عن التدخين''. وحظرت المدينة التدخين في المطاعم والحانات عام 2002، وامتد هذا الحظر عام 2011 إلى الحدائق والشواطئ العامة. ومع أنه أمر جدلي للوهلة الأولى، إلا أن هذا الإجراء تمت محاكاته على نطاق واسع. وثبتت نتائجه في نيويورك، حيث هبطت معدلات التدخين بين البالغين من 21.5 في المائة عام 2002 إلى 14.8 في المائة عام 2011. لكن تدخين الشباب كان مستقراً على نسبة 8.5 في المائة منذ عام 2007، كما يقول مفوض الصحة، توماس فارلي. ويبقى التدخين السبب الأساسي للموت في المدينة الذي يمكن الوقاية منه. وأشاد أنصار مكافحة التدخين بهذا الإجراء. وقال ماثيو مايرز، رئيس حملة أطفال من دون تبغ: ''هذا التشريع من شأنه أن يمنع المتاجر الكبرى التي تعرض منتجات التبغ التي تقول للأطفال إن استخدام التبغ أمرٌ عادي ومقبول، في حين أنها تغوي المدخنين الذين يحاولون الإقلاع بأن يشتروا مزيدا من السجائر''. وتبعت مبادرة بلومبيرج انتكاسة الأسبوع الماضي في جزء آخر من مهمته لتحسين الصحة العامة، هي مكافحة السِّمنة. ففي اليوم السابق لتنفيذ حظر على المشروبات السكرية الكبيرة، صدر حكم قضائي بأن مجلس الصحة في المدينة تجاوز سلطته. لكن على عكس حظر المشروبات الغازية، فإن قانون التبغ المقترح سيوضع أمام مجلس المدينة لينظر فيه. وسيظل بإمكان المحال أن تعلن منتجات التبغ، كما يقول العمدة. لكن مالكي المحال الصغيرة التي تعرض السجائر عادة خلف ماكينة المدفوعات النقدية، من المرجح أن يعترضوا على أي إجراءات للحد من مبيعاتها. يقول جيم كالفين من رابطة نيويورك للمحال الصغيرة: ''نعتقد أن هذا سخيف. لدينا حق أصيل في التواصل مع الزبائن، فيما يتعلق بمنتج يباع في أماكن العمل لدينا''.