القدس المحتلة ـ وكالات
أشارت معطيات فلسطينية حديثة إلى تراجع نسبة الوفيات بين الأطفال والرضع خلال العقد الأخير، وهو ما تعزوه السلطة الفلسطينية إلى تحسن الخدمات الصحية التي تقدمها، ومساعيها لمواكبة البروتوكولات العالمية بهذا الخصوص. وأكدت معطيات صحية نشرت الاثنين بمناسبة يوم الصحة العالمي تزايد نسبة الإصابة بأمراض السكري وضغط الدم بين الفلسطينيين بشكل مضاعف، وهو ما فسره مسؤول بتأثيرات الحياة العامة ونوعية الطعام. ووفق بيان للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن معدل وفيات الأطفال دون الخامسة انخفض خلال العقد الأخير بنسبة 18.5%، موضحا أن عدد الوفيات قدر عام 2000 بنحو 28.7 بين كل ألف ولادة، إلا أنها انخفضت إلى 23.4 لكل ألف ولادة عام 2010.كما انخفضت معدلات وفيات الرضع بمقدار 25.9%، حيث سجلت 18.9 حالة وفاة لكل ألف ولادة عام 2010 مقارنة مع 25.5 حالة وفاة لكل ألف ولادة عام 2000. ولفت جهاز الإحصاء إلى أن 3.7% من الأطفال دون الخامسة في فلسطين يعانون من نقص الوزن، و10.9% منهم يعانون من قصر القامة، و3.3% يعانون من الهزال، وجميعها تستند لمعطيات عام 2010. وتعقيبا على هذه المعطيات، أوضح وكيل وزارة الصحة الفلسطينية برام الله الدكتور عنان المصري أن تخفيض نسبة وفيات الأطفال الرضع جاء مواكبا لمساعي منظمة الصحة العالمية لتخفيض نسبة وفيات الرضع بنسبة 50% حتى 2015، مشيرا إلى تحسن ملحوظ على الصعيد الفلسطيني. وقال المصري في حديثه للجزيرة نت إن السلطة الفلسطينية سعت بقدر المستطاع خلال السنوات الأخيرة إلى تخفيض هذه النسبة، وهو ما تحقق جزئيا حتى الآن، لكنه شدد على أن المأمول أكبر من ذلك، وهو تخفيض النسبة إلى ما هي عليه في إسرائيل –مثلا- وهي ست وفيات لكل ألف حالة ولادة. وأضاف أن ما تحقق في العقد الأخير يرجع فضله إلى مجموعة عوامل متكاملة منها تطبيق البروتوكولات الخاصة بالتعامل مع حديثي الولادة، وتوفير الأجهزة اللازمة للعناية الفائقة لحديثي الولادة، إضافة إلى رفد مراكز العناية الحثيثة لحديثي الولادة بالكوادر الصحية والتمريضية المؤهلة. في سياق متصل، ذكر تقرير الإحصاء إلى أن 18.1% من الأفراد في فلسطين في العمر 18 سنة فأكثر مصابون بمرض مزمن واحد على الأقل في عام 2010، و70.7% من كبار السن (60 سنة فأكثر) في فلسطين مصابون بمرض مزمن واحد على الأقل لنفس العام 2010. وأكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا) ارتفاع عدد المرضى المصابين بالسكري وارتفاع ضغط الدم في عياداتها البالغ عددها 139 عيادة، لأكثر من الضعف خلال عشر سنوات، موضحة أن العدد ارتفع من 104.742 مريضا في عام 2002 ليصبح 211.533 في عام 2011.وجاء في بيان للوكالة أن 41% من موازنة أونروا المخصصة للأدوية يتم إنفاقها على الأدوية المخصصة للسكري وارتفاع ضغط الدم، مشيرة إلى أنها أطلقت حملة تستمر ستة أشهر لمكافحة المشاكل المتزايدة لمرضي السكري وارتفاع ضغط الدم في أوساط مجتمعات اللاجئين في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن ولبنان. وبشأن أسباب تزايد هذه الحالات، أوضح وكيل وزارة الصحة أن الذي يزيد هو الاكتشاف المبكر للحالات وتسجيلها، مشيرا إلى دور الطعام والسمنة والحياة والضغط النفسي وغيرها من المؤثرات التي يعشها الفلسطينيون في زيادة نسبة هذه الأمراض. وأشار المصري إلى أن الخطر يكمن في مضاعفات المرضين (السكري والضغط) وليس في المرضين اللذين يمكن السيطرة عليهما، مشيرا إلى جهود لوزارة الصحة في التعامل مع هذين المرضين -اللذين يستنزفان جزءا كبيرا من ميزانية وزارة الصحة- من حيث التوعية وتقديم العلاج اللازم.