أظهرت دراستان جديدتان أن الرجال الذين يصبحون آباء في سن متأخرة لديهم خطر أكبر في أن يعاني أحفادهم من التوحد، كما الحال بالنسبة للنساء اللواتي تساء معاملتهن خلال الطفولة. وأظهرت الدراسة الأولى التي أجراها باحثون بريطانيون وسويديون في السويد أن خطر الإصابة بالتوحد لدى الأحفاد يزداد كلما ارتفع عمر جدهم لدى ولادة الأب أو الأم. وبالتالي فإن الرجال الذين كان عمرهم 50 عاماً أو أكثر عند ولادة ابنتهم أظهروا خطرا أكبر بـ1,79 مرة بأن تلد ابنتهم طفلا مصابا بالتوحد، بالمقارنة مع الرجال الذين أصبحوا آباء بين سن العشرين والرابعة والعشرين. وعندما يصبح الرجل أبا لصبي بعد سن الخمسين، فإن خطر أن يكون لهذا الأخير ولد مصاب بالتوحد يزداد بواقع 1,67 مرة. ونتائج هذه الدراسة تدفع للاعتقاد بأنه مع توافر مجموعة عوامل جينية وبيئية في حالات التوحد، يمكن لتحولات جينية أن تستثني جيلا لتظهر في الجيل التالي. وكانت دراسات سابقة كشفت أن رجالا أصبحوا آباء في سن الخمسين أو أكثر أظهروا خطرا مضاعفا في أن يكون لهم ولد مصاب بالتوحد مقارنة مع الرجال الذين ينجبون أولادا في سن أصغر. والسبب وراء هذا الوضع غير معروف إلا أن هؤلاء الباحثين يعتقدون أن الشيخوخة تصيب خلايا السائل المنوي وانقسامها ما يمكن أن تنشأ عنه تحولات جينية جديدة. وأشارت نتائج الدراسة الثانية التي نشرتها المجلة نفسها إلى أنه حتى لو تعرض النساء لسوء معاملة "محدود"، فإن خطر أن ينجبن أطفالا مصابين بالتوحد يزداد بنسبة 60% بالمقارنة مع أولئك اللواتي لم يتعرضن لأي سوء معاملة. وهذه الدراسة شملت أكثر من 50 ألف امرأة في الولايات المتحدة. كذلك أشار معدو الدراسة إلى أن سوء المعاملة الجسدية والمعنوية على حد سواء لها صلة بمجموعة مشاكل صحية مثل السمنة والقلق والاكتئاب.