قامت دراسات عدة بتحري إمكانية الاستفادة من تقنيات العالم الافتراضي في مجال الصحة والطب، مثل تسكين الألم وتحسين المقدرات المعرفية عند الأشخاص ودعم ثقتهم بنفسهم، ومنها الدراسة البريطانية الحديثة التي نُشرت في دورية علم النفس التخيلي وأجريت في جامعة "ايست أنجليا"، وفيها تمكن باحثون من مساعدة 6 أشخاص لديهم خجل ورهبة وتوتر عند التعامل مع الآخرين، وذلك باستخدام سيناريوهات اجتماعية تخيلية وافتراضية على شكل أفلام، ويتمكن المريض من خلال كاميرا خاصة من التواجد والتفاعل من شخصيات الفيلم وبنفس الوقت يستطيع مراقبة نفسه على الشاشة. وقام الباحثون في هذه الجامعة بتصميم أكثر من 100 سيناريو اجتماعي، مثل تناول القهوة مع الأصدقاء والذهاب للمتجر أو المرقص أو الحديث من الآخرين في صالة عرض. وشجعت السيناريوهات والبيئات الافتراضية المتمرنين على الحديث لفترة من الزمن مع الآخرين مع الحفاظ على النظر إليهم مباشرة، وكذلك لاحظ الباحثون أن هذه التقنية مكنت المتمرنين من ملاحظة توترهم الذي ينعكس على تصرفاتهم، مما ساعدهم على تعديلها، إضافة لإتاحة فرصة التدرب على السلوك الصحيح مرات ومرات، وبالنتيجة تمكن المتمرنون من مواجهة المواقف الاجتماعية الحقيقية. وقال أحد المتمرنين: "إن ثقته بنفسه عند الذهاب لتناول مشروب أو وجبة في مكان عام تحسنت من 30% إلى 50% بنهاية التجربة، بينما وجد آخر هذه التجربة غريبة، وقال إنها تبقى مختلفة على المواقف الحقيقية في الحياة". الميزة الأهم لهذه الطريقة هي إعطاء المريض الفرصة لمراقبة نفسه في لحظة القيام بأي تصرف مما يمكِّنه من تعديله مباشرة، وهذا ما يجعلها مختلفة عن مشاهدة الشخص لنفسه في فيلم بعد تصويره. ولم تقتصر الاستفادة من تقنيات العالم الافتراضي على المجال النفسي، حيث بدأ باحثون بريطانيون من جامعة بيرمنغهام دراستهم التي تهدف لاستعمال هذه التقنيات في التخفيف من الألم، وخاصة لدى مرضى الحروق عند تغيير الضمادات أو مرضى الإصابات الحربية والآلام بعد بتر الأعضاء، معتمدين على خاصية "تشتيت الانتباه" عند المرضى، إضافة لتأثير المناظر الطبيعية والتفاعل معها على الاسترخاء، ويتم التفاعل مع المواقف والبيئات الطبيعية في هذه الدراسة عن طريق الفأرة أو لوحة المفاتيح أو حتى عن طريق حركات الجسد.