أوصى باحثون بضرورة إجراء الرجال في أواخر العقد الرابع من العمر فحصا طبيا لمعرفة إذا ما كانوا مصابين بمرض سرطان البروستاتا. وتثير الفكرة جدلا، حيث أن اختبار بروتين المستضد البروستاتي النوعي (PSA) قد يكون ملتبسا، بما يؤدي إلى ظهور نتائج إيجابية كاذبة ربما تتسبب في قلق غير ضروري وحتى الخضوع لعلاج من شيء حميد. وقال باحثون سويديون إن إجراء اختبارات لكل الرجال الذين تتراوح أعمالهم بين 45 و49 عاما من شأنه التنبؤ بنحو نصف حالات الإصابة التي تفضي إلى الموت جراء سرطان البروستاتا. وتوصل الباحثون إلى هذه النتائج بناء على دراسة شملت ما يربو على 21 ألف رجل. ولا يوجد في بريطانيا برنامج دوري لفحوصات سرطان البروستاتا. لكن من تجاوزوا الخمسين بوسعهم إذا شاؤوا طلب إجراء اختبار بروتين المستضد البروستاتي النوعي ضمن التأمين الصحي الحكومي. وأظهرت تجربة حديثة في أوروبا لرصد الإصابة بسرطان البروستاتا أن إجراء الفحوص أدى إلى تراجع عدد الوفيات بنسبة 20 بالمئة، بيد أن هذا كان مرتبطا بمستوى عالي من "العلاج الإضافي". وعندما استعرضت اللجنة الوطنية البريطانية للفحوص القضية في عام 2010، قررت مجددا عدم العمل بالفحص الروتيني. لكن هانز ليليا وزملاءه بجامعة (لاند) في السويد ومركز سلون-كترينغ للسرطان بالولايات المتحدة يقولون إن هناك ما يدعو إلى إجراء فحص المستضد البروستاتي النوعي بشكل روتيني، وأن الرجال في أواخر الاربعينيات هم أكثر الفئات المرشحة لذلك. وراجع الباحثون دراسة أجريت بين عامي 1974 و1984 شملت 21277 سويديا تتراوح أعمارهم بين 27 و52 عاما. وفي بداية الدراسة، تبرع الرجال بعينات من الدم. واستخدم الباحثون هذه العينات المخزونة لإجراء فحوص المستضد البروستاتي النوعي. ومن خلال هذه النتائج، تحقق الباحثون مما إذا كانت معدلات المستضد البروستاتي النوعي قد تنبأت بما حدث للرجال من حيث النتائج الطبية، وذلك كإصابة من كان لديهم نسبة عالية أو إيجابية من المستضد البروستاتي النوعي بسرطان البروستاتا. وتوصل الباحثون إلى أن ارتفاع نسبة المستضد البروستاتي النوعي مرتبط بزيادة احتمال الإصابة بسرطان البروستاتا. ثم تحقق الباحثون لمعرفة إذا ما كان هناك فئة عمرية هي الأفضل لفحص الرجال خلالها. توازن المخاطر وخلص الباحثون إلى أن إجراء فحص المستضد البروستاتي في سن مبكرة للغاية - أقل من 45 عاما - لم ترصد سوى عددا محدودا من حالات الإصابة بالسرطان التي أفضت للوفاة. كما أن إرجاء الفحوصات إلى ما بعد سن الخمسين أدى إلى ضياع فرص كثيرة لاكتشاف الإصابة بالمرض. أما الفحوصات التي أجريت لمن تتراوح أعمارهم بين 45 و49 عاما فقد رصدت 44 بالمئة من حالات الإصابة التي أفضت للوفاة. وسجّلت الدراسة إصابة 1369 بسرطان البروستاتا، وإصابة 241 شخصا بمرحلة متأخرة ووفاة 162 آخرين بالمرض. ويقول الباحثون إنه ينبغي إجراء فحوصات المستضد البروستاتي على كل الرجال من منتصف إلى أواخر الأربعينيات. وبالنسبة لمن تكون نتيجة الفحص لديهم عالية يجب أن يجروا فحوصات بانتظام أو حتى يتناولوا العلاج إذا اقتضت الحاجة. أما من تأتي نتائج فحصهم عادية، فيمكن أن ينتظروا حتى بلوغ اوائل الخمسينيات لإجراء الفحص مرة أخرى. وقال الباحثون في الدورية البريطانية للطب "يمكن على الأقل تصنيف نصف الرجال كافة على أنهم معرضون لاحتمال ضئيل بالإصابة، وربما لا يحتاجون لإجراء ما يزيد على ثلاثة اختبارات للمستضد البروستاتي النوعي طيلة حياتهم."