الرياض ـ وكالات
على الرغم من أنها تبنت قضية أطفال التوحد منذ سنوات طويلة، وعانت في سبيل إسماع صوتهم وصوت أسرهم لمجتمع، حتى أطلق عليها البعض ''أم التوحديين''، إلا أن الأميرة سميرة الفيصل تفكر حاليا بالترجل من إدارة مجلس جمعية أسر التوحد بسبب صعوبات مالية وقفت أمام تحقيق أهداف الجمعية التي أسسها عدد من أهالي المصابين وغادروها دون سابق إنذار بعد أن اصطدمت طموحاتهم بالواقع. قالت لـ''الاقتصادية'' الأميرة سميرة بنت عبد الله الفيصل ''أفكر بالتوقف عن عملي التطوعي في جمعية أسر التوحد نتيجة ضعف الإمكانيات المادية، وبالتالي ضعف الخدمات التي تقدمها الجمعية، وطموحاتي لا تقف عند التوعية والتدريب فقط؛ لأن الطفل التوحدي يحتاج إلى أكثر من ذلك، خاصة في مجالي التدخل المبكر وخدمات أخرى خاصة بالنطق والتأهيل، منوهة إلى أن التكلفة التشغيلية الحقيقية للجمعية سنويا تتجاوز سبعة ملايين ريال، في حين أنها تشغل حاليا بمليون و200 ألف، وهو دخل غير ثابت يتذبذب بحسب تبرعات أهل الخير. 250 ألف طفل توحدي في السعودية. وأضافت الأميرة سميرة ''يحزنني الوضع الحالي للخدمات التي تقدم للمصابين بالتوحد في السعودية، وعلى الرغم من تجاوز أعداد المصابين 250 ألف طفل، حيث لا يوجد أكثر من ثلاثة مراكز متخصصة في الرياض، ومجرد فصول مبعثرة تنتشر في مختلف المناطق التابعة لمراكز علاج المعاقين لا تكاد تخدم الحد الأدنى من المصابين بالتوحد''. وقالت ''هناك 2500 طفل توحدي يتجهون لدول الجوار كالأردن ومصر للعلاج، وتصل تكلفة علاج الطفل الواحد إلى 100 ألف سنويا، في حين أن تكلفة علاج الطفل بحد أدنى في المملكة تصل إلى 30 ألفا، في حين أن افتتاح ألف مركز سوف يخدم فقط ربع المصابين، مؤكدة أن أعداد التوحديين بدأت ترتفع في مناطق مثل جيزان، ما يحتاج إلى تدخل سريع من قبل الجهات المسؤولة''. وبينت الأميرة سميرة ''أن هناك طفلا يصاب بالتوحد من بين 77 طفلا يولد في المملكة، ومع ذلك لم تأخذ هذه الفئة حظها من الاهتمام، فبقي ذوو المصابين بالتوحد وأطفالهم يعانون نقص الخدمات، وتدهور قدراتهم العقلية والنفسية والتخاطب والتواصل الاجتماعي''. وأبانت رئيسة مجلس إدارة جمعية أسر التوحد، أن التوحد (Autism) إعاقة نمائية متداخلة ومعقدة، تظهر عادة خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، وذلك نتيجة لاضطراب عصبي يؤثر في عمل الدماغ. ويزيد معدل انتشار التوحد بين الأطفال الذكور أربع مرات عنه بين الإناث، كما أن الإصابة بالتوحد ليست لها علاقة بأي خصائص ثقافية أو عرقية أو اجتماعية، أو بدخل الأسرة أو نمط المعيشة أو المستويات التعليمية. وأوضحت أن التوحد يعترض النمو الطبيعي للدماغ، وذلك في مجالات التفكير والتفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل مع الآخرين، ويكون لدى المصابين عادة قصور التواصل اللفظي وغير اللفظي والتفاعل الاجتماعي وأنشطة اللعب أو أوقات الفراغ، ويؤثر الاضطراب في قدراتهم على التواصل مع الآخرين على التفاعل مع محيطهم الاجتماعي، وبالتالي يجعل من الصعب عليهم التحول إلى أعضاء مستقلين في المجتمع.