أكد المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر في ألمانيا أن حمض الفوليك يقي الأجنة من الإصابة بتشوهات العمود الفقري والجهاز العصبي المركزي، ولذلك فهو يوصي النساء الراغبات في الإنجاب بتناول جرعات منه قبل حدوث الإخصاب بأربعة أسابيع، مع الاستمرار في إمداد أجسادهن به حتى نهاية الشهر الثالث من الحمل. وأوضح المعهد أن الجنين يحتاج إلى هذا العنصر من أجل نمو وانغلاق الأنبوب العصبي لديه بشكل سليم، محذرا من أن عدم اكتمال عملية الانغلاق هذه يؤدي إلى إصابة الجنين بتشوهات الأنبوب العصبي التي يندرج من بينها مثلا الإصابة بما يسمى "الظهر المفتوح"، وهو أكثر هذه التشوهات شيوعا وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على الطفل قد تصل إلى الشلل. ويؤكد المعهد أنه رغم أن الكثير من الأطعمة النباتية والحيوانية تحتوي على حمض الفوليك بشكل طبيعي، فإن على النساء الراغبات في الإنجاب والنساء الحوامل حتى نهاية الثلث الأول من الحمل، تناول كميات إضافية منه تقدر بـ400 ميكروغرام يوميا عبر الأدوية أو المكملات الغذائية، إذ أثبتت الدراسات أن تناول المرأة لهذه الكمية يمكن أن يحد من خطر إصابة طفلها بتشوهات الأنبوب العصبي بنسبة تتراوح من 20 إلى 60%. ويمثل التخطيط المسبق للحمل مفتاحا أساسيا لصحة الأم وصحة طفلها، ولذلك من الضروري أن يراجع الزوجان الطبيب في اللحظة التي يتخذان فيها قرارا بالحمل، إذ سيقوم الأخير بفحص الأم وإخبارها بالمكملات الغذائية التي تحتاجها والترتيبات التي يجب عليها القيام بها تحضيرا للإخصاب ومن ثم الحمل. ويوجد حمض الفوليك في كبد الحيوانات والخضراوات الخضراء كالسبانخ أو البروكلي، وكذلك البقوليات وجنين القمح ومنتجات الحبوب الكاملة والخميرة وصفار البيض والفواكه الحمضية وعصائرها، ولكن الأطباء يؤكدون على ضرورة أن تتناول الأم حمض الفوليك بصورة مكملات وأن لا تكتفي بالغذاء الذي قد لا يوفر لها احتياجاتها واحتياجات الجنين، مما قد يرفع مخاطر الإصابة بتشوهات الجهاز العصبي