طورت أغلب مسببات مرض السل نظاما مناعيا للحد من تأثير المضادات الحيوية المستخدمة بالعالم اليوم. وتعلق آمال كبيرة على دواء باداكفيلين الجديد للقضاء على المتفطرات السلية، وهي بكتيريا تسبب السل، لكن استخدامه لا يخلو من أعراض جانبية تشكل خطرا على صحة المريض. وتتسبب المتفطرات السلية، التي تسمى أيضا عصيات كوخ، بهذا المرض المعدي الذي يصيب الرئة في 80% من الحالات. وما أن يضعف جهاز المناعة حتى يكون الطريق سهلاً أمام هذه العصيات لإصابة الأشخاص بالمرض. ويُصاب قرابة تسعة ملايين شخص سنويا بهذا المرض، ويموت مليونان منهم بسببه، فعلاج هذا المرض يتم حتى يومنا هذا بأدوية تعود إلى عام 1963. لكن اليوم وبعد خمسين عاماً، تم تطوير دواء واعد بالقضاء عليه يسمى 'باداكفيلين'. خطوة مهمة من جانبه لا يرى توم شاربيرغ الذي يعمل مع أخصائيين آخرين باللجنة الألمانية المركزية لمكافحة السل في عقار باداكفيلين مرحلة جديدة لمعالجة السل، لكنه يشير إلى أن هذا الدواء يحتوي على فاعلية جديدة 'مما يجعل تأثيره مركزاً على مسببات المرض. ويمكن القول إنه يحدد في البدء الإنزيم في البكتيريا، التي يُراد الحد منها، ولذلك تم تطوير المادة المناسبة لذلك'. ويتكون دواء باداكفيلين من إنزيم مهم لتزويد المتفطرات العصوية بالطاقة، ويقود بذلك إلى موت مسببات المرض. كما أن له فاعلية أيضا على أمراض السل المتعدد المقاومة، التي طورت نظاما مناعيا للمضادات الحيوية المعروفة اليوم. وفي سياق ذي صلة، تسعى أبحاث مرض السل إلى تقليص أمد فترة العلاج. ويقول شاربيرغ 'الآن تبلغ طول هذه الفترة ستة أشهر. وإذا ما تمكنا من تقليصها إلى أربعة أو ثلاثة أشهر، فسيكون ذلك مكسباً كبيراً'. لكن من المهم أيضاً كيفية ملاءمة دواء باداكفيلين الجديد مع مواد ما تزال مُستخدمة اليوم. وما تزال معالجة السل تتم بالعديد من الأدوية، وبخلاف ذلك تهدد مسببات المرض بتطوير مقاومتها للدواء. أما في سلالات السل المتعدد المقاومة فيُعالج الشخص المصاب بما يُسمى بـ'أدوية الخط الثاني' لفترة قد تصل لأكثر من عامين. لكن باداكفيلين يمكنه أن يغير من ذلك، وفق أوليفر مولدينهاوير من منظمة أطباء بلا حدود، الذي يقول إن هذا الدواء يشكل خطوة مهمة في أبحاث معالجة السل 'إذ بات لدينا دواء آخر لمعالجة هذه المرض للمرة الأولى منذ خمسين عاما'. لكن مولدينهاوير يرى أن الدواء لم يُستخدم بعد على نطاق واسع يمكننا من القول إنه يمثل اختراقاً مهماً في تاريخ معالجة السل. ويعود الفضل في تطوير دواء باداكفيلين لحلف مكافحة السل الذي يتكون من منظمة الصحة العالمية إلى جانب منظمات غير حكومية وشركة أدوية أميركية. أعراض جانبية لكن دراسات طبية أكدت أن استخدام باداكفيلين ليس خالياً من الأعراض الجانبية كالغثيان وآلام المفاصل والصداع، كما أنه قد يؤدي لعدم انتظام ضربات القلب. لذلك تلزم إدارة الغذاء والدواء الأميركية وشركات صنع الدواء بأن تكون علبة الدواء تحتوي على تحذير 'العلبة السوداء' المخصصة للأدوية ذات الأعراض الجانبية الكبيرة. كما خلصت الدراسات الطبية أيضاً إلى ارتفاع معدل الوفيات الناجمة عن استخدام هذا الدواء. يُذكر أنه لم يسمح حتى الآن باستخدام الدواء إلا بالولايات المتحدة، وقد سمحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية باستخدام هذا العقار منذ يناير/كانون الثاني الماضي.