يشهد ميدان الروبوتات الصحية توسعا متزايدا بفضل التطويرات الحديثة، إذ تتنوع تصاميمها، كما يسعى العلماء لتطوير شبكة معلوماتية خاصة بها. وقد طور حديثا طقم «هال - الروبوتي» HAL robot suit من إنتاج شركة «سايبرداين» اليابانية الذي ظل حتى الآن ينفذ مهمة نبيلة وهي مساعدة السياح المعاقين أو المساعدة في تسلق المرتفعات. إلا أنه وجد لنفسه وظيفة أكثر نبلا وشهامة، ألا وهي مساعدة المرضى على التأهيل من وهن الأعصاب وضعفها، وأمراض وهن العضلات. وتقوم «سايبرداين» بتطوير «هال» واختباره مع كثير من التقنيات الأخرى الخاصة بالهيكل البشري الخارجي، منذ سنوات حتى الآن، لخدمة صناعات العناية الصحية. وطورت هذه التقنيات المستمدة من عقل البروفسور يوشييوكي سنكاي، لحل مشكلات الإعاقة والحركة البشرية في العالم الحقيقي فردا فردا. واستنادا إلى أساهي شمبن، ستقوم عشرة مستشفيات في اليابان بالتجارب السريرية الأولى للنسخة الخاصة بأسفل الجسم من هذا النظام، المصمم لاستخدامه من قبل محترفي الرعاية الصحية. وهو يعمل عن طريق تحري الإشارات الكهرو - بيولوجية الضعيفة الصادرة عن عضلات المرضى، مما يتسبب في تشغيل محركات صغيرة ووحدات طاقة. وستجرى تجربة النظام هذا على 30 من البالغين، لمعرفة ما إذا كان سيساعد على تلقينهم كيفية المشي أم لا. * روبوتات طبية * وفي الولايات المتحدة أقرت وكالة الغذاء والعقار الأميركية أخيرا استخدام لنظام «آي روبوت» المسمى «بي آر - فيتا» PR - VITA الذي طورته شركة «روبوت تيليبريزنس» الكورية في المستشفيات، والذي يعمل بتقنيات «الحضور المرئي» للمتابعة عبر الصورة والصوت. وتبقى اليابان وكوريا السباقتان في توظيف الروبوتات بالمجال الطبي. والأحدث في الروبوتات التمريضية هو «كيرو - إم5» KIRO - M5 الذي هو عبارة عن روبوت صغير مدمج للنقل يمكنه حمل التموينات، وتعقيم الأجواء وتنقيتها وإزالة الروائح الكريهة، وبالتالي تنبيه الممرضات لدى حاجة المرضى المسنين إلى تغيير حفاظاتهم. وكان المعهد الكوري للروبوتات، وهو قسم من جامعة «بوهانغ للعلوم والتقنيات»، قد شرع في العمل بـ«كيرو - إم5» في أوائل العام 2011، وهو يقوم حاليا بإجراء التجارب في مراكز للتمريض. وينجز الروبوت يوميا عملية إيقاظ المرضى، وإبلاغهم بمواعيد تقديم وجبات الطعام، والتمارين الرياضية اليومية، فضلا عن إنه مزود بنظام إنذار لدى وقوع حالة طارئة. وهو يقوم بشم الهواء للتحري عن الحفاظات التي تلوثت. كما إنه مزود بزوج من الأذرع القابضة لاستخدامها في مساعدة الآخرين على المشي. لكن ليس واضحا مدى حياة البطارية، بيد أن الروبوتات المشابهة، مثل «هوسبي Hospi» من «باناسونيك»، تدوم شحنة بطاريته ثماني ساعات. وتتمثل الفكرة هنا في ضرورة بقاء الروبوت هذا قريبا، رغم إنه يبقي على مسافة مأمونة لدى التنقل وإبقاء مستشعرات مص الصدمات عاملة مع جهاز الليزر الذي يتحرى عن العوائق، فضلا عن أجهزة تحديد المدى الأخرى. وفي الليل تتيح كاميرته الأمامية للممرضات مراقبة الأمور عن كثب، من دون الحاجة إلى القيام بالدوريات والتجوال بأنفسهن. * روبوت صيدلي * وقد تم تطوير روبوت صيدلي لجمع الأدوية وتوزيعها داخل المستشفيات، وقال مسؤولون كبار في شؤون الرعاية الصحية إن روبوتا جديدا يتحكم بصيدلية «كريغافون إيريا هوسبيتال» في آيرلندا الشمالية تمكن من إحداث ثورة في مجال الخدمات. فهذه الآلة الأوتوماتيكية الخاصة بالتخزين والتوزيع التي يبلغ سعرها 580 ألف دولار، يبلغ طولها 1.5 ميل وتتضمن على 850 رفا. وهي تستخدم الليزر والرمز الشريطي للتعرف على الأدوية والعقاقير وتمييزها. وتقول الدكتورة ترايسي بويس مديرة «سوذرن ترست» للصيدليات، إن الروبوت الجديد أتاح للعاملين الطبيين قضاء فترة أطول مع المرضى لأنهم وفروا وقتا كثيرا بعد أن تخلوا عن مهمات الذهاب والإياب لجلب الأدوية. وأضافت: «إنه سريع جدا، ودقيق للغاية في اختيار العقاقير والأدوية، ومثال على ذلك فإنه يقوم بجمع سوية جميع العقاقير المطلوبة أسبوعيا لكل جناح في المستشفيات، وتسليمها مباشرة إلى العربات جاهزة للنقل». وكان الروبوت هذا الأول من نوعه الذي يجري تركيبه في آيرلندا الشمالية، حيث بدأ بالعمل منذ أبريل الماضي. * إنترنت للروبوتات * على صعيد آخر قام باحثون من خمس جامعات أوروبية بتطوير منصة كومبيوترية سحابية لخدمة الروبوتات. وتتيح هذه المنصة للروبوتات التواصل مع الإنترنت للدخول مباشرة إلى قدرات الشبكية الحسابية الهائلة، وفسحة التخزين، والبنية الأساسية للاتصالات الخاصة بمراكز البيانات العصرية الحديثة، وحقول الخوادم العملاقة القابعة وراء شركات ومؤسسات، مثل «غوغل»، و«فيس بوك»، و«أمازون»، للحصول على خدماتها لحساب هذه الروبوتات بغية تعليمها وتلقينها. ومع تطوير محرك «روبو إيرث كلاود إنجن» Robo Earth Cloud Engine يستمر الفريق في عمله نحو تأسيس إنترنت خاص بالروبوتات. وقد وسعت المنصة الجديدة أعمالها الأولى في السماح للروبوتات التشارك بالمعلومات والمعارف بين بعضها البعض، عبر قاعدة بيانات بأسلوب WWW مما يسرع جدا تلقين الروبوتات وتعليمها، ثم تأقلمها مع الأعمال المعقدة. وهذه المنصة المطورة كخدمة PaaS للروبوتات، تتيح إنجاز مهمات معقدة مثل رسم الخرائط، والملاحة، ومعالجة الأوامر الصوتية البشرية في السحاب، بجزء يسير من الوقت المطلوب للروبوتات الموجودة على متن الكومبيوترات. و«روبو إيرث كلاود إنجن» مفيد بشكل خاص بالنسبة إلى الروبوتات المتحركة، كالطائرات من دون طيار، والسيارات ذاتية التوجيه، التي تتطلب كثيرا من الحسابات الكومبيوترية لأغراض الملاحة. ويقول موهناراجاح غاجوموهان، الباحث في المعهد الاتحادي السويسري للتقنيات الذي مقره زيوريخ، والمشرف التقني على المشروع، «أن (روبو إيرث كلاود إنجن) يقدم لنا أيضا فوائد ومكاسب أساسية للعاملين مع الروبوتات، مثل تلك العاملة إلى جانب البشر في المصانع والمعامل، التي تتطلب معرفة واسعة بقواعد البيانات لتوزيع، ونشر طواقم الروبوتات».