برلين ـ وكالات
بحدوث طفرة جينية معينة يزداد احتمال إصابة المرأة بسرطان الثدي، وعبر اختبارات جينية معينة يتم تحديد نسبة الخطورة، ما يدفع بعض النساء إلى إجراء استئصال وقائي للثدي للقضاء على مخاطر الإصابة. "لا يمكنني وصف شدة خوفي من الإصابة بمرض السرطان" هكذا عبرت نادين عن قلقها من الإصابة بسرطان الثدي، إذ أصيب الكثير من أفراد عائلتها بهذا المرض حسبما تروي "أصيبت والدتي بسرطان الثدي عندما كانت في الـ34 من عمرها و توفيت 3 من خالاتي وبناتهن بسبب الإصابة بهذا المرض". قلق نادين من الظهور المتكرر لسرطان الثدي بين أفراد عائلتها المقربين، دفعها لإجراء اختبارات جينية خاصة تظهر مدى امكانية اصابتها بهذا المرض، لتثبت نتيجة الاختبارات أن امكانية اصابتها عالية، فسرطان الثدي مرض موجود في جينات عائلتها. وتحمل الاختبارت الجينية الخاصة بتشخيص سرطان الثدي اسم اختبار "BRCA"، و يقوم هذا الاختبار الجيني على تحليل الدم و الحمض النوي "DNA"، فحدوث أي طفرة في جينات "BRCA"، يزيد من احتمال إصابة المرأة بسرطان الثدي أو المبيض. وفي حديثه يشير الطبيب صفوان محمد أخصائي استئصال الأورام في برلين إلى أهمية إجراء هذه الاختبارات الجينية، إذ يؤكد على أن هذا الاختبار يسمح للمرأة معرفة ما إذا كانت حاملة لجينات توريث المرض أم لا ويضيف بالقول "حتى إن لم تكن المرأة حاملة لجينات توريث مرض سرطان الثدي، إلا أن إجراء الاختبارات العادية لسرطان الثدي، ضرورة لابد منها للكشف المبكر عن المرض" علاج وقائي باستئصال الثدي زادت نتائج اختبار "BRCA" لدى نادين من مخاوف إصابتها بالسرطان، ما دفعها لإجراء عملية جراحية لإزالة ثديها كعلاج وقائي ضد المرض، وهو نفس الإجراء الوقائي الذي اتبعته الممثلة أنجلينا جولي قبل بضعة أشهر ايضا. وبالرغم من تزايد عدد النساء اللواتي يلجأن إلى بتر أثدائهن للوقاية من الإصابة بالمرض، إلا أن اتخاذ هذا القرار ليس بالأمر السهل، فبتر الثديين يتبعه عمل جراحي تعويضي للثدي، إذ تعاد زراعته مجددا بنسيج ذاتي أو اصطناعي، ما يجعل العملية مكلفة حسبما تؤكد أخصائية علاج الأورام السرطانية برونيته فراو وتضيف بالقول "نحن نناقش مزايا وعيوب العملية الجراحية ومن خلال هذه المعلومات نريد أن تقرر المرأة بنفسها فنحن لا نفرض إجراء العملية على النساء". الكشف المبكر ضروري للوقاية ويرى الطبيب صفوان أن العلاج الوقائي هو أمر مبالغ به، فارتفاع احتمال الإصابة بالسرطان، لايعني بالضرورة أنها ستصاب به فعلا، مشيرا إلى أن استئصال الثديين غير كفيل بمنع ظهور المرض نهائيا. ويؤكد الطبيب صفوان على أن الحل البديل يكون بالكشف المبكر عن المرض، لذا ينصح جميع النساء اللواتي تظهر نتائج اختبار "BRCA" ارتفاع خطر الإصابة لديهن، بإجراء فحوصات دورية مكثفة، وذلك بتصوير الثديين شعاعيا مرة كل 6 أشهر بدءا من سن الـ 25، مشيرا إلى أن اتباع نمط غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام يخفض من احتمال الإصابة بسرطان الثدي.