تونس ـ أزهار الجربوعي
حذر خبراء التغذية، من الإفراط في تناول طبق (عصيدة الزقوقو)، الذي تتميز به الموائد التونسية في احتفالاتها بذكرى المولد النبوي الشريف، مؤكدة أنه قد يشكل خطرًا كبيرًا على الصحة، خاصة لمن يعانون من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، كما أنه غير منصوح به لمرضى ارتفاع نسبة الدهون(الكولسترول) في الدم". وتعتبر تونس الدولة الوحيدة في العالم التي تختص بطبق "عصيدة الزقوقو" الذي يتم إعداده من مستخلص بذور الصنوبر الحلبي، الذي أطلق عليه عالم النبات الاسكتلندي فيليب ميلر هذا الاسم في العام 1768، نسبة إلى مدينة حلب السورية. وينتشر الصنوبر الحلبي في مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط، خاصة في جبال المغرب العربي. واستخدمه اليونانيون في تحضير نبيذ"روستينا"، أما التونسيون فوظفوه في زيادة رائحة الشاي، إلى جانبه اعتماده كمكون رئيسي لطبق "عصيدة زقوقو التونسية"، الذي يُعد في المولد النبوي. ويلقى طبق "عصيدة الزقوقو" شعبية ورواجًا داخل تونس وخارجها، إلا أن خبراء التغذية ينصحون بعدم الإفراط في تناوله. وأكد خبير التغذية كريم بوهلال لـ"العرب اليوم" أن "حبوب الصنوبر الحلبي غنية بالطاقة والدهون والسكريات"، موضحًا أن "100 غرام من العصيدة، الغنية بالكريمة والزينة يوفر 595 سعرًا حراريًا، وهي نسبة عالية تمثل 25% من الطاقة اليومية التي يحتاجها الإنسان الكهل". ومن ثم فإن "الإفراط في استهلاكها يؤثر على الصحة، خاصة أولئك الذين يشكون من أمراض مزمنة، مثل السكري وضغط الدم، والذين يعانون من ارتفاع نسبة الدهون في الدم". ومقادير العصيدة تتكون من: 500غرام زقوقو (بذور الصنوبر الحلبي)، و350غرام دقيق، و400 غرام سكر مطحون، وعلبة حليب مركَّز حلو المذاق. ولتحضير كريمة العصيدة، نستحضر 2 علبة كريمة بنكهة الموز أو الفستق أو الفانيليا، ولتر حليب، و10 ملاعق كبيرة من السكر. وبالنسبة لطريقة التحضير: يُنقى "الزقوقو" (بذور الصنوبر الحلبي)، ويُغسل ثم يُحمص قليلاً فوق النار حتى نشتم رائحته (يجب أن لا يحترق)، ثم يعجن في آلة فرم اللحم، مع إضافة القليل من الماء، حتى نحصل على عجينة متماسكة. ونأخذ العجين ونذيبه في الماء؛ إلى حين استخراج خلاصته, ثم يُصفى خليط الماء و"الزقوقو" بمصفاة دقيقة أو أي قطعة قماش تكون ثقوبها صغيرة جدا، بحيث لا تبقى منه إلا القشور. نأخذ هذا الخليط ونضيف إليه نصف كمية الدقيق والسكر ونخلطها حتى يذوب السكر أو نضعها قليلاً في الخلاط، ثم نضعها على النار ونحركها باستمرار في شكل دائري. ونضيف الكمية الباقية من السكر والدقيق تدريجيًا، وعندما تصل إلى درجة الغليان (تقريبا ساعة من بداية الطبخ)، تُصبح جاهزة لإضافة علبة الحليب المركز، وماء الورد أو أي نكهة أخرى ثم يتم وضعها في الثلاجة لليلة كاملة. وفي المرحلة النهائية، نُخرِج "عصيدة الزقوقو"، من الثلاجة ثم نضيف إليها الكريمة التي يجب ألا تكون ساخنة جدًا، وبعد أن تبرد الكريمة تصبح جاهزة للتزيين بالفستق والجوز واللوز حسب الرغبة.