من تدرجات الأبيض والبنى الفاتح إلى اللون الداكن وحتى المقارب للسواد، تختلف ألوان بشرتنا من عرق لآخر، ولكن ما السبب فى هذا الاختلاف؟ تشير أبحاث إلى أن الأصل فى هذا التغير يتكون فى تركيبة عظام أسلافنا، ولكن كيف حصل هذا؟ إذ تشير بروفيسورة علم الإنسان فى جامعة ولاية بنسلفانيا، نينا جبلونسكي، إلى أن قصة تغير ألوان بشرتنا بدأت مع أسلافنا القدامى، وتقول: "عندما كان الفرو يغطى أسلافنا قبل ستة أو سبعة ملايين عام فى أفريقيا، كان من الصعب على الإنسان الأول أن يمشى من مكان لآخر، لأن تركيبة العظام فى رجليه كانت قصيرة." وأضافت: "ولكن الإنسان الأول فقد الكثير من فروه قبل 1.2 مليون سنة، الأمر الذى دفع بعملية التعرق للبدء بالتخلص من الحرارة الفائضة، وبدأ بالحركة بشكل أكبر وبالتالى ازداد تعرضه للشمس، وعندما فقد فروه بالكامل أصبح الجلد معرضاً كلياً للشمس، مما زاد من إنتاج صبغة الميلانين التى تعمل على حماية الجلد طبيعياً من أشعة الشمس، وبالتالى كلما ازداد الجلد سواداً ازدادت الحماية، وبهذا حل الجلد محل الفرو." وقالت جبلونسكى إن الإنسان "عندما بدأ بالتحرك توجه إلى مناطق أكثر برودة مثل أوروبا، وبالتالى تناقصت حاجة الإنسان إلى الحماية الفائضة من أشعة الشمس، ولكن نقص التعرض لأشعة الشمس أدى إلى إصابة الإنسان بنقص فى فيتامين "د". الآن فى يومنا الحالى يعانى الكثيرون من قلة التعرض لأشعة الشمس والنقص فى فيتامين "د"، لأن معظم الناس الذين يقطنون فى المدن، يمضون يومهم داخل المبانى، وبالتالى يمكن لذلك أن يغير من تركيبة لون البشرة للأجيال القادمة".