الدوحة ـ وكالات
نجح فريق طبي تابع لقسم جراحة المخ والأعصاب بمؤسسة حمد الطبية في إزالة أوعية دموية غير طبيعية من جذع المخ لمريض في العشرينيات من عمره، أصيب به نتيجة لتشوه خلقي تسبب في نزيف متكرر في المخ. وفي هذا السياق أوضح الدكتور غانم السليطي استشاري ورئيس قسم جراحة المخ والأعصاب بمؤسسة حمد الطبية، أن الجراحة أجريت لشاب في العشرينيات من عمره، كان يعاني منذ أكثر من عام من تغيرات عصبية نتيجة نزيف في جذع المخ. وتابع قائلا: "وقد تحسنت حالة المريض بعد حدوث النزيف الأول بالتدخل الدوائي والعلاج الطبيعي والتأهيل، وأجرينا عدة فحوصات أظهرت نتائجها وجود تشوهات تمثلت في وجود أوعية دموية كانت السبب في معاناة المريض من تغير في الحالة العصبية والصداع. وبيّن السليطي أن هذه الحالات في أغلب الأحيان لا تحتاج لتدخل جراحي إذا كانت نسبة النزيف أقل من 4 %، مبينا أن تكرار النزيف لأكثر من مرة يستدعي التدخل الجراحي، منوها بأن المريض أصيب بنزيف في المخ متكرر وصل إلى المرة الرابعة. وأوضح أن نسبة الإصابة بالنزيف الدماغي نتيجة تشوهات الأوعية الدموية يتراوح ما بين 5 ـ 10 %، في حين تصل نسب الإصابة بالتشوهات ـ أي وجود أوعية دموية غير طبيعية في أجزاء مختلفة من الدماغ كالمخ أو المخيخ ـ إلى 5 %. ولفت إلى أن الجراحة استغرقت 7 ساعات، واستخدم خلالها جهاز الملاحي للدماغ لتحديد مكان الأوعية ومطابقته مع الأشعة، منوها بأن الجراحة اعتمدت على استئصال الأوعية الدموية غير الطبيعية تحت المجهر الميكروسكوبي بفتحة بلغت 1سم في جذع الدماغ، مؤكدا أن نسبة نجاح الجراحة فاق 80 %. وأفاد بأن قسم جراحة المخ والأعصاب يستعد لإدخال الجراحة الربوتية، لافتا إلى عقد اتفاق مع الشركة المصنعة للربوت، مبينا إعداد غرفة العمليات وتدريب الأطباء للبدء في إجراء العمليات بالربوت في الأشهر القادمة. وتابع قائلا: "وسيسهم الربوت في عملية أخذ العينات من أورام المخ، وعمليات منظار الدماغ، وستكون المرحلة المتقدمة لتطبيقة في عمليات تشخيص وعلاج حالات الصرع التي لا تستجيب للعلاج الدوائي". وأضاف: "كما يستعد قسم جراحة المخ والأعصاب لاستضافة المؤتمر الخليجي الرابع لجراحة المخ والأعصاب في نوفمبر القادم، حيث سيعرض خبرات القسم في علاج الحالات التي أجريت لها جراحات بالتصويب الإشعاعي المجسم خلال العامين الماضيين". واستطرد قائلا: "ونظرًا لارتفاع نسب الإصابة بالنزيف الدماغي في السنوات الأخيرة، فقد أجرى القسم دراسات تحليلية للحالات السابقة التي زادت عن 2000 حالة، واختارت 400 حالة منها كعينة للدراسة التي تستغرق 3 سنوات، ومن المقرر أن تعرض نتائجها في المؤتمر القادم حيث تبشر بنتائج واعدة في معرفة الأسباب المؤدية للنزيف الدماغي ومحاولة التقليل من حدوثه باتخاذ الإجراءات الوقائية للقضاء على مسببات النزيف والتي من أهمها ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظامه".