كل من ألفرد نوبل ،سقراط ،نابوليون ودوستويوفسكي وغيرهم من المبدعين يعانون من الصرع. و مع ذلك مازال الناس ينظرون الى هذا المرض بانه نوع من الجنون على المجتمع او بـهزة حيط أو الوقوع في النقطة. فمرضى الصرع في لبنان معزولون رغم حملات التوعية حيث تقدّر الهيئة اللبنانيّة لداء الصرع عن وجود حوالي أربعين ألف حالة ، اي بمعدّل ألفي حالة جديدة في كلّ عام و البعض منهم يفتقرون الى العلاج المناسب! بالمقابل اشارت منظمة الصحّة العالميّة الى ان الاصابات بالمرض نحو الارتفاع حيث يصل إلى خمسين مليون شخص يعانون من داء الصرع في العالم، اي بمعدّل مليونين وأربعمئة ألف إصابة جديدة في كلّ عام. و يبقى السؤال : ما هو الصرع ؟وهل أن المصروع هو مجنون كما هو سائد في الخيال الشعبي؟ هل الشحنات الكهربائية الزائدة تعني الصرع؟ تلك النقاط اوضحها الاختصاصي في طبّ الدماغ وداء الصرع الدكتور محمد ميقاتي الذي اكدّ: " أن المصاب بداء الصرع هو شخص طبيعيّ، يتمتّع بقدرات عقليّة سليمة ويحقّ له بممارسة حياة طبيعيّة والإنخراط في سوق العمل وميادين المجتمع كافة. اذ يبدأ في أي سنّ كان و في اغلب الأحيان يبدأ مع الصغار، ويمكن لهؤلاء التخلّص منه بسهولة أكبر من المتقدّمين في السن". واضاف قائلا:" لماذا الخوف من نوبة الصرع؟ لنتخيّل أن أحدهم تعثّر ووقع. الأمر نفسه هنا. لكن الأفكار الخاطئة تعود إلى الماضي عندما كان الناس يعتقدون بأن المصاب بالصرع مسكون بالجن أو بالشيطان. وهذا أمر موجود في كلّ المجتمعات وليس فقط في المجتمعات الشرقية. وهو ما أسس لشعور خجل لدى الناس من المرض محاولين طمسه. ولم تعد تظهر سوى الحالات القصوى. وفي كل الأحوال يشعر المريض بأنه يعاني من مشكلة، تجعله ينعزل ويتوقف عن الإنتاج كما يجب في عمله أو في دراسته."