الرياض ـ وكالات
المغنسيوم هو معدن يعمل كمحفز حيوي في النشاط الأنزيمي وبالأخص نشاط الأنزيمات التي تدخل في عملية إنتاج الطاقة ، وهو يساعد على الاستفادة من الكالسيوم والبوتاسيوم . يحتوي جسم الإنسان على ما بين 20 إلى 28 جراماً من المغنسيوم نصفها موجود في العظام والنصف الآخر يحفز المئات من الأنزيمات في جميع أنحاء الجسم وتعد هذه الكمية حيوية لوظائف الأعضاء . أهمية معدن المغنسيوم للعظام والأسنان : يعد المغنسيوم مثل الكالسيوم والفوسفور ضرورياً لقوة وصحة العظام والأسنان، حيث يلعب هذا المعدن دوراً هاماً في نمو العظام ويساعد على الوقاية من تسوس الأسنان بتثبيته للكالسيوم في الغلاف الخارجي لها. وبالتالي تفهم أن الإقلال من تناول المغنسيوم يساهم في حدوث اعتلالات مثل هشاشة العظام. كما يلعب المغنسيوم دوراً مهماً في عمل العضلات حيث إن إحدى أهم وظائف الماغنسيوم مساعدة العضلات على الارتخاء . فعندما يتحرك الكالسيوم إلى داخل خلايا النسيج العضلي تنقبض العضلة، وعندما يتحرك الكالسيوم خارجاً ويحل محله الماغنسيوم ترتخي العضلة. وهذه الوظيفة بلا شك ترتبط بأعراض نقص الماغنسيوم مثل تقلص العضلات والارتعاش والتشنجات. يستخدم كثير من الخبراء المتخصصين الآن ماليات الماغنسيوم بنجاح وهي تركيبة من الماغنسيوم وحمض الماليك في علاج الفيبروميالجيا ( Fibromyalgia ) وهو مرض يتميز بوجود كثير من العقد المؤلمة في العضلات، وكما يستخدم أيضاً في علاج الإجهاد المزمن الذي يشمل وجع العضلات والألم .كما أن لمعدن المغنسيوم دورا مهما في الوقاية من الاضطرابات العصبية حيث يرتبط انخفاض الماغنسيوم بالمشاكل النفسية. ففي دراسة أجريت على 165 صبياً وجد أن من يعانون من أمراض الاكتئاب أو الفصام أو اضطرابات النوم لديهم مستويات أقل من الماغنسيوم عن أولئك الذي لا يعانون من هذه الأعراض . وفي دراسة أخرى وجد أن مستوى مستويات الماغنسيوم لدى الأطفال الانطوائيين ربما تتحسن حالتهم عندما يتم إعطاؤهم جرعات عالية من الماغنسيوم مع فيتامين ب 6 . إن نقص الماغنسيوم لدى البالغين يكون مصحوباً بفقدان الإحساس في الأطراف . وإذا كان النقص شديداً فإن المريض يصاب بالارتعاش والتشنجات والتقلصات العضلية والتشويش والهذيان وتغيرات سلوكية مضطربة. وفي إحدى الدراسات وجد أن المرضى النفسيين الذين حاولوا الانتحار لديهم مستويات منخفضة من الماغنسيوم عن المرضى النفسيين الذين لم يحاولون الانتحار، أو عن الأشخاص العاديين . كما يلعب معدن المغنسيوم مع معادن أخرى دوراً في أمراض الجهاز الدوري وأمراض القلب حيث يؤثر كل من الماغنسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم في مستوى توتر عضلات الأوعية الدموية مما يفسر كيف أن مكملات الماغنسيوم تساعد على التحكم في أمراض الجهاز الدوري. وعلى سبيل المثال: أثبتت البحوث أن مكملات الماغنسيوم لها فاعليتها في خفض بعض أنواع ارتفاع ضغط الدم لدى الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من الماغنسيوم. بالإضافة لذلك فلقد أثبتت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من آلام الذبحة الصدرية والتي تحدث نتيجة انقباض في الشريان المغذي للقلب يستفيدون من مكملات الماغنسيوم. كذلك الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم غالباً ما يصابون بانقباض في شرايين الشبكية مما يؤثر على إبصارهم. ولقد أثبتت الدراسات أن هؤلاء الأشخاص غالباً ما يكون لديهم نقص في مستوى الماغنسيوم ويتراجع المرض لديهم ويظهرون تحسناً بعد إعطائهم الماغنسيوم. والداء السكري مرض آخر يؤدي إلى تلف شرايين الشبكية وربما يؤدي إلى مشاكل شديدة في الإبصار وربما يسبب العمى ، ومرة أخرى نقول إن هناك دلائل على انخفاض مستوى الماغنسيوم ربما كان عاملاً مساعداً في حدوث وظهور هذه المشاكل .