بغداد ـ وكالات
أعلنت وزارة الصحة العراقية انخفاض حالات الوفيات بين الأطفال والنساء إلى معدلات متدنية ضمن برنامج الرعاية الصحية الأولية، مشيرة إلى 25 وفاة للأمهات في كل 100 ألف ولادة حية، و26 وفاة للأطفال دون سن الخامسة، لكل 100 ألف ولادة حية. جاء الإعلان ضمن أعمال «مؤتمر الرعاية الصِحيّة» الذي استضافته مدينة أربيل (شمال العراق) في آذار(مارس) الفائت، برعاية وزارة الصحة العراقيّة ومشاركة 200 اختصاصي. جاء المؤتمر في سياق توجه وزارة الصحة العراقية لتحقيق أهداف التنمية في الألفية الثالثة في ما يتصل بالقطاع الصحي، وهي أهداف حددتها الأمم المتحدة. وحضرت المؤتمر نخبة من أصحاب القرار في الرعاية الصحية في العراق وممثلي كبريات الشركات الدوائية والطبية عالمياً. وأتاح المؤتمر الذي نظمته مجموعة «نسيبا» الفرنسية المتخصصة في المعلومات التجارية، فرصة لقاء ممثلي الهيئات الحكومية والمستشفيات من جهة، والمؤسسات المعنية بتطوير تقنيات الطب والدواء عالمياً، من الجهة الأخرى. وتناول المؤتمرون أهمية نظم الرعاية الصحية ودور الشركات العالمية في بناء مستقبل ناجح لصناعة الدواء. ولوحظ حضور بارز لشركة «أسترا زينغا» Astra Zenga العالمية الرائدة في صناعة الأدوية الحيوية التي شاركت في رعاية المؤتمر. وتسعى الشركة حاضراً إلى تحقيق نجاح ملموس في قطاع الرعاية الصحية في العراق. وشملت قائمة شركات الدواء العالمية المشاركة في المؤتمر، «غلاكسو سميث كلاين» GlaxoSmithkline، و «ميرك شارب ودوم» Merck Sharp & Dohme، و «تكدا» Takeda، و «أبوتكس» Apotex و «دار الدواء» وغيرها. وساهمت شركة «ماسيمو» Masimo في رعاية المؤتمر أيضاً. وشاركت في ورشة عمل حول ضمان سلامة المريض والتغلب على التحديات المتعلقة بنقل الدم. وأوضح محمد الشريف، وهو مدير «ماسيمو» في الشرق الأوسط، أن الشركة تسعى «إلى تعزيز سلامة المرضى وتخفيض كلفة الرعاية الصحية، ولابد من الاعتراف بأن العراق أحد أكبر أسواق الرعاية الصحية في المنطقة». وفي لقاء مع «الحياة»، عبّر الدكتور حسن القزاز، وهو مدير عام دائرة الصحة العامة، عن قناعته بأن المؤتمر شكّل مناسبة لتأكيد أن الرعاية الصحية الأولية ترتكز على تقديم خدمات الوقاية للمجتمع، ما يعني التركيز على منع وقوع المرض، ما يساهم في تقليل الوفيّات، وتخفيض الهدر في المال والوقت والجهد. وأضاف: «برامج الرعاية الأوليّة تتضمن التحصين من الأمراض، وتقديم رعاية صِحيّة أولية للأمّ أثناء الحمل وبعد الولادة، وإعطاء المشورة قبل الزواج لتجنّب حصول أمراض وراثية. ونبدأ بتثقيف المجتمع بصورة عامة، على العادات الصِحيّة الجيّدة»، مشيراً إلى أن العراق كان أحد الرواد في المنطقة في اتباع هذا البرنامج في ثلاثينات القرن الماضي، لكنه تراجع لاحقاً بسبب الحروب». ووفق القزاز، يشهد العراق نهضة جديدة في بناء قدراته الصحية بمساعدة المنظمات الدولية، وبدأت مؤشّرات الوضع الصحي في التغير، مع ملاحظة أن العام 1999 اتخذ أساساً لأرقامها. ولاحظ انخفاض معدل الوفيّات في الأمّهات أثناء الوضع والأطفال دون سنّ الخامسة، مشيراً إلى بعض الاختلافات بين أرقام الوزارة المُبيّنة أعلاه، وبين تلك التي أوردتها «منظمة الصحّة العالميّة» عن العراق، وهي 36 وفاة لكل مئة ألف بالنسبة إلى الأطفال، و63 وفاة لكل مئة ألف ولادة حيّة بالنسبة إلى الأمهات. وأضاف: «نعتقد أن الأرقام الوطنية هي صحيحة لأنها تعتمد على شهادات الوفاة». واعتبر أن المؤتمر تميّز بوجود شركات عالمية، وكوادر وافدة من خارج العراق، ملاحظاً أن المنظمة التي نظمت لديها خبرة واسعة في هذا المجال. في السياق عينه، أفاد الدكتور ماهر أبو زيد، وهو رئيس قسم الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة «جنرال الكتريك»، بأن شركته متخصصة في قطاعات تشمل النفط والكهرباء والخدمات، إضافة إلى اهتمامها بالقطاع الصحي في منطقة الشرق الأوسط. وأوضح أن شركته تركز عراقياً على موضوع بناء الشراكة، والتعاون في نقل الخبرات، وتقليل كلفة الرعاية الصحية، في حين تتوجه وزارة الصحة العراقية إلى التوسع في عدد المستشفيات وحجمها. وقال: «يكمن دورنا في المساعدة على خلق هيكلة كاملة لحلول المشاكل الصحية، خصوصاً في أمراض السرطان والقلب. هناك مشاكل كثيرة تحتاج إلى حلول متكاملة، كخلق مركز متكامل لأمراض السرطان، الذي يحتاج إلى تجهيز الآلات وتدريب البشر باستمرار». وأوضح أبو زيد أن وجود شركته في العراق كان مقتصراً في أوقات سابقة على وكلاء وممثلين، لكنها انتقلت إلى التواجد المباشر، مشيراً إلى امتلاكها 3 مكاتب في أربيل وبغداد والبصرة. وقال: «كنا أول شركة صنعت خطاً ساخناً لوزارة الصحة العراقية، وهو مخصص لكل من يواجه مشاكل في الأجهزة الطبية، ويقدم حلولاً ينفذها خبراء يعملون عبر هذه المكاتب. شارك قرابة 22 شخصاً من الشركة في هذا المؤتمر، لأن العراق يعتبر سوقاً كبيراً بالنسبة لنا». المؤتمر معرضاً شاركت فيه شركات عالمية. وتحدث المهندس محمد الشريف، وهو المدير الإقليمي لشركة «ماسيمول» الأميركية، إلى «الحياة» عن مشاركة شركته في المعرض عبر عرض جهاز لقياس قوة الدم، لا يضمن وخزاً بالإبرة، ويعمل بصورة سريعة. وأضاف: «نهتم بالسوق العراقي، على رغم أننا لا نملك وجوداً حقيقياً فيه. ونأمل بأن نجد الفرصة لدخول هذا السوق الذي يعتبر من أهم الأسواق العربية، نظراً إلى حجمه الكبير، إضافة إلى سعي وزارة الصحة لتنفيذ خطط للارتقاء بهذا القطاع تكنولوجياً».