بيروت ـ جورج شاهين
تستعد قوى "14 آذار" في لبنان لإحياء الذكرى الثامنة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الخامسة والنصف من بعد ظهر الخميس في 14 شباط / فبراير الجاري في مجمع "البيال". ودعا رئيس الوزراء اللبناني الاسبق فؤاد السنيورة الى ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها لتجديد الأمل بقيامة لبنان ومؤسساته وتطلعه نحو المستقبل بثقة وقدرة وسعة رؤية. وسيقتصر الحفل هذا العام على كلمة متلفزة للرئيس سعد الحريري عبر شاشة عملاقة واخرى لمنسق الامانة العامة في قوى "14 آذار" النائب السابق الدكتور فارس سعيد ، وكلمتين واحدة للنائب بطرس حرب واخرى لعاطف مجدلاني، اضافة الى عرض شريط وثائقي وتحية وجدانية فنية إلى روح الرئيس الحريري ورفاقه الشهداء. اما بالنسبة لمشاركة قيادات الاحزاب في قوى "14 آذار"، فقد علم ان رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لن يُشاركا في الاحتفال لاسباب آمنية تمنعهما من ذلك. ووجه رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة كلمة الى اللبنانيين في الذكرى الثامنة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، قال فيها:"أيها اللبنانيون، يا شعب لبنان الواحد الموحد، يا شعب العيش الواحد والمشترك، مسلمين ومسيحيين، يا أحباء رفيق الحريري وباسل فليحان وكل شهداء 14 شباط/ فبراير 2005، قبل ثماني سنوات من هذا اليوم، امتدت يد الغدر والمكر والإجرام، لتغتال من ساهم في إنقاذ لبنان، وابتكر وحمل ودفع وأطلق مشروع إعادة إعمار ما هدمته الحرب في لبنان، وعمل على إعداد لبنان للمستقبل. واضاف "صحيح أنهم نجحوا في القتل والاغتيال، لكنهم فشلوا في تدمير حضور رفيق الحريري الذي بات اقوى في غيابه، وها هي رؤيته قد اتسعت وتعمقت، وجماهيره ازدادت وانتشرت فقبل ثماني سنوات وقعت الجريمة لقتل أفكار رفيق الحريري ورؤيته ودوره الطليعي، لكنه لا يزال حاضرا في نفوسنا وقلوبنا وضمائرنا وعقولنا". وتابع قائلا " لقد أزهر الربيع العربي بعدما كان ربيع لبنان قد انطلق من ساحة الحرية في بيروت باستشهاد الشهيد الحريري، لكن ربيع العرب، وان كانت ولادته صعبة وتكتنف مساراته العراقيل، فإن مستقبله واعد وما يحمله الربيع العربي فيه أمل كبير لأوطاننا العربية وآفاق تطورها ونهوضها. يذهب طغاة القتل والإجرام، وتشرق أيام أمتنا الزاهرة في عيون شبابنا وأطفالنا". وأكد "أننا لن نقبل أن يسيطر علينا اليأس والقنوط، وأن الأيام التي مضت كانت أياما صعبة وحالكة بسبب سيطرة قوى الأمر الواقع، وأعداء دولة المواطنة، دولة الحق والحرية وصحيح أننا نسمع ونستمع الى التحريض والشحن والتهويل من تيارات الحقد، لكننا ثابتون على اقتناعاتنا ومنطلقاتنا، متمسكون ببلدنا ووحدة دولتنا وشعبنا وأحكام دستورنا ولن تهزنا الصغائر، ولن تبدل اقتناعاتنا أحداث عابرة ومفتعلة" . وقال السنيورة "كانت السنوات الماضية التي أعقبت استشهاد الرئيس رفيق الحريري، ورفاقه الأعلام الشجعان، سنوات صعبة ومفصلية، لكنها أيضا كانت حافلة بالخطوات التي استلهمناها من سيرتك" وتابع مخاطبا الشهيد الحريري "لقد أجلت ثورة الشعب اللبناني قوات النظام السوري عن لبنان، بعدما طال عهد الوصاية واستطال وانطلق تحالف قوى 14 آذار، تأكيدا ودعما للاستقلال والدولة والدستور والسيادة، وتضامن الوطنيين مسلمين ومسيحيين وحصلنا على ثقة أغلبية الشعب اللبناني في انتخابات عامة مرتين عامي 2005 و2009. واوضح قائلا "لقد أنجزنا إقرار المحكمة الدولية لكشف جرائم الاغتيال السياسي وعلى رأسها جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، ولردع المجرمين عن مواصلة ارتكاب جرائمهم ونجحنا في منع اسرائيل من الانتصار عام 2006 وأحبطنا مخططات السيطرة وقدنا عمليات الإعمار بعد العدوان الإسرائيلي على بلدنا، فبنينا ما تهدم بمساعدة الدول العربية وتضامنها ومساعدة أصدقائنا في العالم كما استرجع الجيش اللبناني مكانته وموقعه الطبيعي على الحدود الدولية للبلاد تعاونه القوات الدولية، من أجل تأمين لبنان وتحصينه". واكد ان "جيشنا وارادتنا الوطنية انتصرا على الإرهاب وعلى مخططات المكر والخطوط الحمر في نهر البارد واعدنا اللحمة اللبنانية الفلسطينية". وأكد السنيورة "أننا مصرون على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها من أجل تجديد الأمل بقيامة لبنان ومؤسساته وتطلعه نحو المستقبل بثقة وقدرة وسعة رؤية، إذ لا يعقل أن نقبل باستمرار هذا الانحدار والتراجع الذي تدفع اليه سياسة حزب الله والنظام السوري". وقال "نريد الانتخابات في موعدها من اجل تجديد الثقة بلبنان ومؤسساته، نريد الانتخابات سبيلا للتغيير عن طريق الديمقراطية وللخلاص من هذه المجموعة القابضة على أنفاس لبنان ونموه، واللاجمة لحركة عمرانه، والمهددة لاستقراره، والمعطلة لتطوره وانتعاشه ولهذا نكرر القول نعم لقانون انتخاب ينطلق من ثوابت ميثاقنا الوطني اللبناني وينال موافقة الجميع". كما اكد على ضرورة "إجراء الانتخابات في موعدها من اجل اعادة لبنان الى طريق الإصلاح والنهوض والتطور والإنماء بعد ان أثبتت تجربة مرحلة سيطرة السلاح واصحاب القمصان السود أن لبنان محكوم من جانب فئة تمتهن اغتصاب الارادة الوطنية " وخلص الى القول "نريد الانتخابات لأنها الوسيلة الوحيدة لعودة لبنان بلدا طبيعيا حرا وسيدا ومتقدما، وليس شريكا أو عاملا عند أهل السلاح ولمصلحة حلفائهم وراء الحدود. ولن نقبل أن يبقى بلدنا تحت قبضة الوصاية ولا تحت سيطرة السلاح، ولا في ظل الأنظمة البائدة، والتي سفكت ولا تزال تسفك دماء السوريين واللبنانيين والفلسطينيين