بيروت - لبنان اليوم
يستطيع الفريق المقاطع للجلسة أن يكيل الاتهامات لرئيس الحكومة إلى ما لا نهاية، لأنّه خالف تعهّده قبل أكثر من شهر بأنّه لن يدعو إلى جلسة إلا بموافقة الفرقاء كافة، وبعد التشاور معهم. ويستطيع الأخير أن يتهم الفريق المُقاطع بأنه يعيق معالجة أمور ملحة إنسانية وصحية ومالية، كما يظهر من بنود جدول أعمال الدعوة، ومنها قبول هبات وصرف اعتمادات بعضها لتسديد أقساط ديون لمؤسسات تمويل دولية...ومثلما بإمكان بعض الوزراء المقاطعين أن يسجلوا على ميقاتي أنه لم يتشاور معهم، يستطيع هو أن يتهم هذا البعض بأنّه طالبه بمعالجة أمور تتعلق بوزارته فأدرجها على جدول الأعمال للبت بها لأنها تحتاج إلى موافقة مجلس الوزراء، ولا يمكن حلها إلا بعد مصادقة من السلطة التنفيذية. وبماذا يمكن وصف ما يحصل غير أنه المزيد من إضاعة الوقت وتأجيل الحلول؟
وخفض الطموحات والآمال أخذ بعض المسؤولين في بعض العواصم الفاعلة إلى التعبير عن عدم اكتراثهم بما سيؤول إليه الوضع اللبناني، رغم تكرارهم مقولة حث الزعماء اللبنانيين على انتخاب رئيس في سرعة. وخلافاً لما يروّج بأنّ هذه العواصم تدعو إلى انتخاب هذا أو ذاك من المرشحين، فإن المسؤولين فيها يتنقلون بين المرشحين بين ليلة وضحاها بالتساؤل: لماذا البرلمان عاجز؟ فليذهبوا وينتخبوا إمّا سليمان فرنجية، أو قائد الجيش... والذين يستمعون إلى بعض الدبلوماسيين يرددون هذين الاسمين، لا يلبثون أن يسمعوا اسماء غيرهما. الوضع السياسي اللبناني بات عصياً على الفهم والقبول لدى هذه العواصم، بحيث باتت القناعة أن انتخاب رئيس جديد لن يغير في واقع الحال كثيراً، ولن يؤدي إلى دفع الإصلاحات المطلوبة إلى الأمام، فضلاً عن أن ليس هناك استعداد للتسليم برئيس يقع تحت نفوذ "حزب الله" في ظل المعادلة الإقليمية والدولية الراهنة. فالدول الغربية باتت تنظر إلى ما يحصل في الداخل الإيراني، وتقيس موقفها المتشدد إزاء طهران استناداً إلى انحيازها إلى روسيا في حرب أوكرانيا. قد يهمك ايضاً