بيروت -لبنان اليوم
أكّد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أنّ "الانتخابات النيابية هي محطة ليحاسب الناس الفاسدين فيها، وتعبير عن ارادة الشعب اللبناني"، معتبراً أن "نسف النظام الحالي كلياً غير منطقي ولكن يمكن الجلوس والبحث في تطوير الطائف"، وقال: "الحل يبدأ من الناس والمشاركة الشعبية الواسعة، فإن لم تتوفر إرادة لدى ابناء الطوائف اللبنانية بالإصلاح النظام فلن يحصل أي تغيير".
وأوضح نصر الله أن "حزب الله يعالج المشاكل بين الحلفاء"، وقال: "عندما نقول أننا حلفاء فهذا لا يعني أننا طبق الأصل، بل يعني أننا اثنان وليس واحد، وأن هذا الإختلاف لا يسمح لنا بفرط التحالف".
وشدّد على أن "التحالف مع التيار الوطني الحر مبني على أسس قوية ومتينة، ومرت بظروف صعبة ورغم ذلك استمرت"، مؤكداً أن "النائب جبران باسيل لم يفتح مع حزب الله موضوع رئاسة الجمهورية".
وأكّد أنّ "المطلوب أن لا تنجر القيادات السياسية الى الانفعالات التي تحدثها مواقع التواصل الاجتماعي دون حق، وأن القواعد في كل التيارات والقيادات يجب أن تتفق كيف نتعايش مع بعضنا البعض".
وفي مقابلة خاصة عبر إذاعة "النور" في ذكرى التحرير، أكد نصرالله أنه "فخور حول ما يقال أن حزب الله لديه فوبيا من الحرب الأهلية لأن ذلك هو انسجام مع الدين والانسانية وأخلاق المقاومة وحرصها على البلد"، وقال: "حزب الله مقتنع بأن هذا البلد نتيجة تركيبته لا يدار بدون شراكة، وأنه ليس مع عزل ولا الغاء أي طرف. نحن لا نريد حرباً أهلية في لبنان حتى لو قالوا أن بذلك نحكم لبنان فنحن لا نريد ذلك".
وأشار إلى أنه "يوجد حدود لدى الحزب بأنه يجب أن يكون العمل السياسي والاصلاحي والحراك الداخلي تحت أسقف عدم الذهاب الى حرب أهلية وعدم تقسيم البلد على أساس طائفي".
وأضاف: "من يريد القتال من أجل الاصلاح في لبنان يجب أن يتفهم أن المقاومة على رأس لائحة الاستهداف في الكرة الأرضية، وأمام أي تحولات جديدة عندما تسير بمسار يجب أن تنتبه ما اذا كانت تسير الى الكمين الذي ينصبه العدو".
وأشار إلى أنه "يجب السماح للمقاومة المستهدفة بأن تحارب الفساد على طريقتها وفق الخطوط الحمر، وأن تتجاوز الخط الأحمر بما لا يوقعها في الفخ". وتابع: "البلد يحتاج إلى قضاة استشهاديين لاصلاحه من الفساد وليس صحيحاً مكافحة الفساد بمعزل عن القضاء، و يجب العمل على اصلاح القضاء وليعبر الناس عن قناعاتهم في الانتخابات".
وعن ثورة 17 تشرين، لفت نصرالله إلى إلى أنه "لو تواصلت الاعتصامات دون التوظيف والاستهداف السياسي كانت الحكومة السابقة - التي لم نكن مع استقالتها- كانت تجمع معظم القوى السياسية لتأخذ مجموعة من الاجراءات الاصلاحية لصالح الشارع." وقال: "بعض من كان يقف خلف الحراك لم يكن مخلصاً لأهداف الأخير".
وأضاف: "من ينتظر عملاً ثورياً وتغييراً دفعة واحدة، فهذا الأمر غير متاح في لبنان، وأن معركة مكافحة الفساد تحتاج إلى وقت ولا تنتهي في سنة أو ثلاثة ويجب أن نسير بطريق يحقق الهدف. كل القوى السياسية في 17 تشرين، كانت مضغوطة ومستعدة للاصلاحات، لكن عندما تم الذهاب الى السياسية تم ضرب الموضوع."
ورأى أنه "يمكن الخروج من المشكلة الاقتصادية عبر رؤية وأفكار وبدائل وخيارات تحتاج إلى ارادة سياسية"، مؤكداً أن "الوضع الاقتصادي لا يحتمل سنوات طويلة من المعالجة ويجب التعاطي معه على نحو طارئ."
وأكد أن "حزب الله لم يذهب إلى صندوق النقد، لكنه فتح الباب بحيث إذا ارادت الحكومة أن تذهب فلتذهب وتكون أمام التجربة، مشيراً إلى أن جزء من عدم ممانعة مفاوضة صندوق النقد الدولي هو من باب سحب الذرائع."
وقال: "من الخطأ التوجه إلى صندوق النقد الدولي وكأنه لا حل للأزمة الاقتصادية الا عبره، وعندما يقول حزب الله إنه يمتلك خيارات أخرى فهذا يجعل موقع الحكومة في التفاوض أفضل."
وأوضح أنه "لدى حزب الله خطة موجودة، لكن هناك عوائق قد تقف أمام تنفيذها، ومحاربتها، نظراً لوجود أميركا والدولار والشركات والاحتكار والكمائن المنصوبة"، مؤكداً أن "المشكلة اليوم تتمثل بكيفية تخفيض كلفة الانتاج ثم ايجاد أسواق، لكن يوجد هناك العراق الذي تستطيع إيجاد أسواق كل الانتاج الزراعي اللبنانين."
وقال: "المطلوب أن تتفاهم الحكومة اللبنانية مع الحكومة العراقية وأن تتعاون مع سوريا، الأمر الذي يحتاج الى قرار سياسي". وتابع: "يجب احياء القطاعين الزراعي والصناعي والمشكلة هنا تكمن في كلفة الانتاج واسواق التصريف، والعراق جاهز لاتفاقات مع لبنان حول تصريف الانتاج والاسواق موجودة ولذلك يجب اعادة العلاقات مع سوريا."
ورأى نصرالله أنّ "أميركا تريد اذلال لبنان وفرض شروطها عليه"، موضحاً أن "هناك من يمنع لبنان من التعامل مع الصين في الملفات الاقتصادية وعلى اللبنانيين الخروج من قبضة الحرص على الرضا الاميركي والتحول شرقاً." وقال: "الحكومة تحتاج إلى وقت للذهاب شرقاً وهذا بحاجة قرار سياسي يصنعه الرأي العام وعدم التعرض لضغط خارجي".
وعن القطاع المصرفي، أوضح نصر الله أن "حزب الله طالب بحل موضوع أصحاب الودائع الصغيرة، وبمساهمة المصارف بمعالجة الوضع الاقتصادي: "هذا يوجد نقاش حوله، وقد سمعنا أن لديهم استعداداً للمساهمة، ونحن معنيون بتشكيل ضغط لتحقيق ذلك".
وكان نصرالله أكد أن "أداء المقاومة عام 2000 جنب لبنان حرباً اهلية طائفية خططت إسرائيل لإشعالها، كما تم تقديم نموذج مشرق عندما انهار جيش لحد وفرّ الاسرائيلي ودخل المقاومون والناس، ولم يَقتُل أحدٌ أحدًا ولم تحصل سرقة ولا دمار ولا مجازر والذين سلموا أنفسهم سُلِموا الى الجيش اللبناني".
واعتبر نصرالله أن "مسألة زوال الكيان الاسرائيلي مسألة وقت لأنه كيان طارئ ومصطنع، وأن الجيش الاسرائيلي الذي كان لا يقهر أصبح جيشاً يقهر ليس فقط في لبنان وإنما في غزة وسيقهر دائماً".
وأعلن أن "كل الحدود والمستوطنات الاسرائيلية خارج دائرة الامان في حال اعتدي علينا"، وقال: "إسرائيل تعرف أن أي قصف للبنان لا يمكن أن يمر من دون رد وهذه قاعدة من قواعد الاشتباك".
ولفت إلى أنّ "المقاومة تعتبر أن الجانب الايماني والروحي هو أصلها"، مشدداً أن "لديها قدرات عسكرية لم تكن موجودة عام 2000 في العدد والعديد والعتاد والخطط والبرامج لكن العامل الأول الأصل هو الحفاظ على هذه الروح".
وأكد الأمين العام لـ"حزب الله" أنه "في لبنان يوجد ردع وكل شيء له حساب، وأن العدو يدرك أنه ليس أمام طرف يستهان به"، وقال: " معادلة اسقاط المسيرات الاسرائيلية في الأجواء اللبنانية ما زالت قائمة، و يجب أن يكون لدى المقاومة هدف من نوع تحويل كل صواريخها إلى دقيقة".
ورأى نصرالله أنّ "التغيير في مهمة اليونيفيل كان من أهداف المفاوضات في حرب تموز التي لا يزال لبنان يرفضها"، وقال: "لبنان رفض تغيير مهمة اليونيفل لكن الاسرائيلي يريد اطلاق يدها وأن يكون لها الحق بمداهمة وتفتيش الأملاك الخاصة والأميركيون يضغطون على لبنان بهذا الملف".
وتحدث نصرالله عن "مشاركة الأحزاب الوطنية في لبنان جميعاً في المقاومة خصوصا في السنوات الأولى"، موضحاً أن "حزب الله في السنوات الأخيرة ربما كان له حضور استثنائي لكن هذا لا يجب أن يلغي في الذاكرة وجود فصائل أخرى في المقاومة لأنها شريكة في التحرير والانتصار"، وقال: "الأجواء الداخلية عام 2000 لن تكن أفضل بكثير من الآن، حيث كان الانقسام العامودي موجوداً، ولم يكن هناك اجماع في يوم من الايام على المقاومة".
وأضاف: "إسرائيل تعرف أن المقاومة ازدادت قوة باضعاف مضاعفة، حيث أن المقاومة والعدو يملكان القدرة على المبادرة لكن نتيجة التوازن بينهما يحسبان كل الحسابات، ومستوى التأييد لخيار لمقاومة لدى الشعب الفلسطيني هو أعلى من أي وقت مضى".
وأشار إلى أنّه "عندما أرادت اسرائيل الكَشف عن الأنفاق عند الحدود الجنوبية، توجهت للحكومة اللبنانية عبر 3 قنوات برسالة تفيد أنها تريد فقط كشف الانفاق وليس أكثر من ذلك، وذلك يعني أنها تدرك حساسية الموضوع، وهذا الأمر ما زال قائماً الى الآن".
إلى ذلك، اعتبر نصرالله أنّ "الكيان الاسرائيلي كان يأمل بسقوط النظام والجيش السوري وبالتالي عودة حزب الله الى لبنان، لكنه عندما وجد الاسرائيلي سوريا انتصرت وبدأت تستعيد عافيتها بدأ يضرب وفق نوع من القواعد".
وأكّد أنّ "اليوم هي الرد على العدو في حالة قتل أيٌّ منا في أي مكان، والقيادة السورية هي أساس في أي قرار بالرد على أي اعتداء اسرائيلي في سوريا"، مشيراً إلى "حادثة استهداف السيارة على الحدود اللبنانية السورية حيث أطلق العدو الاسرائيلي صاروخ انذار حتى لا تصاب السيارة ولا يُقتل الشباب فيها".
ولفت إلى أنه "ليس من مصلحة سوريا أن تستدرج وهي تقوم بمعركة ضد الارهاب، إلى حرب مع إسرائيل، لكن في دائرة الصبر والتحمل يوجد مجموعة قواعد ما زالت حاكمة وما يقوم به الاسرائيلي في سوريا لم يحقق أي هدف".
ورأى نصرالله أنّ "مجيئ أميركا إلى المنطقة هو دليل تقدم محور المقاومة، وذلك بعد رؤيتها اسرائيل والأنظمة التي ترعاها باتت عاجزة عن حماية مصالحها، الأمر الذي يجبرها على أن تحضر مباشرة بأساطيلها وقواعدها وجيوشها".
وحول تاريخ الإحتلال ذكر نصر الله أن "اسرائيل كانت تتآمر على الأردن عام 1982، واليوم لا زالت تتآمر عليها من خلال صفقة القرن، وأنه ما زال مشروع الوطن البديل للفلسطينيين في الأردن قائماً لدى الكيان".
قد يهمك أيضًا
دعوة «جريئة» لحسن نصرالله لضمّ لبنان إلى «الممانعة»
دعوة "جريئة" للأمين العام لـ"حزب الله" لضمّ لبنان إلى "محور الممانعة"