واشنطن ـ العرب اليوم
توصل محققون أميركيون إلى أن السجين اليمني عدنان فرحان عبد اللطيف الذي عثر عليه ميتا في زنزانته بمعتقل غوانتنامو في سبتمبر/أيلول الماضي "انتحر", وهو ما يسلط مجددا الضوء على الأوضاع القاسية للسجناء الذين يظل بعضهم فترات طويلة بلا محاكمة. وقالت إدارة التحقيقات الجنائية في مشاة البحرية الأميركية (مارينز) استنادا إلى نتائج عملية التشريح إن عبد اللطيف (32 عاما) تناول متعمدا كمية كبيرة من الأدوية. لكن الإعلان عن "انتحار" السجين اليمني أثار تساؤلات مختلفة تتمحور حول ملابسات الوفاة, وكذلك حول ظروف الاعتقال. يشار إلى أن عبد اللطيف –الذي أعيد جثمانه إلى اليمن مؤخرا- كان يقبع في غوانتنامو بلا محاكمة منذ 11 عاما, وهو اليمني الثالث الذي يُعلن عن "انتحاره" في هذا المعتقل. وقال ديفد ريمس محامي السجين اليمني إن أسئلة كثيرة ظلت بلا أجوبة بعد الكشف عن نتائج التحقيق أمس. وتساءل ريمس عن مصدر الكمية الكبيرة من حبوب الدواء التي قال محققو المارينز إن موكله تناولها. وتساءل أيضا عن السبب الذي يجعل إدارة المعتقل تبقي على السجين عدنان فرحان عبد اللطيف مسجونا في مركز التأديب الطبي (داخل المعتقل) دون علاج مع أنه كان يعاني من التهاب رئوي حاد. يشار إلى أن ست حالات "انتحار" أخرى سُجلت سابقا في هذا معتقل غوانتنامو الذي كان الرئيس الأميركي باراك أوباما وعد في مدته الرئاسية الأولى بغلقه دون أن يفي بوعده حتى الآن. ويوجد حاليا في غوانتنامو 166 سجينا حصل 55 منهم على موافقات من السلطة العسكرية المختصة بنقلهم إلى سجون مدنية, إلا أنهم لم يُنقلوا بعد "لعدم توفر أماكن شاغرة". وهناك نحو أربعين سجينا لم يقرر الجيش الأميركي "درجة خطورتهم", لذلك يظلون حتى الآن في حالة تشبة الاعتقال اللا محدود, بلا اتهام أو محاكمة. وأشاع هذا الوضع المستمر منذ أكثر من عشر سنوات, وعدم وفاء أوباما بوعده شعورا كبيرا بالغضب والضيق بين السجناء وفق ما قال المحامي ديفد ريمس. من جهته, وصف المحامي الأميركي اللفتنانت كولونيل باري وينغارد –الذي يدافع عن ثلاثة سجناء لم توجه لهم بعد اتهامات- وضع السجناء بالرهيب. وقال "لا شىء أسوأ في نظام قضائي من الإبقاء على أبرياء في السجن". وأضاف "ماذا كنا سنفعل لو كان الوضع مقلوبا, وكان هناك أميركيون مسجونون منذ 11 عاما في أقفاص مثل الحيوانات دون أي أفق لمحاكمة" ؟