القاهرة - العرب اليوم
تستعد محكمة جنايات الجيزة، بعد مرور قرابة 30 شهرًا على مقتل المصرفية نيفين لطفي "64 عامًا، رئيسة بنك أبوظبي الإسلامي السابق" داخل مسكنها في كمبوند "سيتي فيو" في أكتوبر، لإسدال الستار، الإثنين، على قضية محاكمة كريم صابر، المتهم بقتلها، فمنذ وقوع جريمة القتل مرت القضية بعدد كبير من الوقائع المثيرة في أحداثها، بداية من طريقة دخول المتهم الفيلا وقتلها، مرورًا باعترافاته خلال سير القضية وصولًا إلى إحالته للمفتي للمشورة.
كيف وقعت الأحداث؟
بدأت الواقعة في 22 نوفمبر 2016، باكتشاف "محسن. م"، لواء قوات مسلحة بالمعاش، زوج شقيقة المجني عليها نيفين لطفي مقتلها، بعد صعوده الجناح المنفصل الذي تقيم به بمفردها،
فأبلغ الشرطة، وانتقلت الشرطة والنيابة لمعاينة موقع الحادث، وكشف تقرير الطب الشرعي لنيفين لطفي عن إصابتها بـ3 جروح قطعية سطحية تقع بمنطقة يسار العنق، وقطع بالشريان السباتي الأيمن والوريد الأيمن مع وجود انسكابات دموية غزيرة حولها.
تبين كذلك إصابة المجني عليها بجرحين في الإصبع الأوسط من اليد اليمنى والسبابة و6 آخرين بالخنصر الأيمن والبنصر، مشيرًا إلى أن الإصابات والطعنات التي لحقت بالمجني عليها
نتجت من المصادمة بجسم أو أجسام صلبة ذات حافة.
اقتحام الفيلا وطريقة القتل
كشف التحقيقات أن المتهم توجه يوم الجريمة إلى الكومبوند في ساعة مبكرة وقفز من أعلى السور، ومنه إلى سور الفيلا ومر بالحديقة، ودخل عبر طريقه المعهود من نافذة المطبخ، واستل سكينًا، وبدأ البحث عن متعلقات يتمكن من سرقتها في الطابق الأول واستولى على مبالغ مالية وهاتف محمول، وصعد إلى الطابق العلوي ودخل الجناح الخاص بالمجني عليها، واستولى على جهاز "آي باد" ومبلغ مالي 600 دولار و145 درهمًا إماراتيًا، ثم شاهد حقيبة يد خاصة بالمجني عليها بالقرب من سريرها وأثناء تفتيشها، استيقظت الضحية، وأمسكت بيده، وحاولت الاستغاثة، إلا أنه عاجلها بـ 6 طعنات قاتلة، واستقل سيارتها وفرَّ هاربًا.
الإحالة للجنايات
في فبراير 2017، أمر النائب العام المستشار نبيل صادق، بإحالة المتهم كريم صابر عبدالعاطي إلى محكمة الجنايات لاتهامه بقتل نيفين لطفي، المدير التنفيذي لبنك أبوظبي الإسلامي، ونسبت النيابة للمتهم في القضية ١٠٨٤٣ لعام ٢٠١٦، القتل العمد المجني نيفين لطفي بغير إصرار وترصد، وتعاطي مخدر الحشيش والترامادول، وارتكب جريمة السرقة لسيارة ومنقولات المجني عليها.
المتهم: مش فاكر
وفي جلسة 22 إبريل 2017، أنكر المتهم كريم عبدالعاطي ارتكابه واقعة مقتل نيفين لطفي، أمام جلسة محاكمته المنعقدة في محكمة شمال القاهرة، قائلًا "مقتلتهاش"، وعندما قرأت النيابة العامة أمر الإحالة عليه، ووجه إليه قاضي الجلسة سؤالًا: هل قتلت المجني عليها نيفين لطفي، فرد المتهم بالمرة الثانية: أنا مش فاكر، من جانبه أكد وجيه نجيب، المدعي بالحق المدني، أن المتهم سبق واعترف بجريمته ثلاث مرات، اثنين منهم خلال تحقيقات النيابة، والثالثة خلال جلسة تجديد حبس المتهم أمام القاضي الجزئي.
أدلة الثبوت
استندت النيابة في إحالة المتهم، إلى مجموعة من أدلة الثبوت أبرزها اعترافات المتهم التفصيلية التي أدلى بها أمام النيابة، فضلًا عن تمثيله الجريمة، حيث اعترف أنه كان يعمل فرد أمن في الكمبوند الذي تقطن به المجني عليها، إلا أنه تم فصله من عمله لسوء سلوكه، وأنه اعتاد تعاطي المواد المخدرة خاصة مخدر الحشيش، مما تسبب في بجلطة بالقدم، فتوقف عن التعاطي لفترة إلا أنه سرعان ما عاد مجددًا، ومر بضائقة مالية جعلته يفكر بسرقة أي أموال أو متعلقات من فيلا المجني عليها، خاصة أنه يعلم مداخلها ومخارجها وأن الضحية تعيش بمفردها.
عملات أجنبية وسيارة مرسيدس
أكد المتهم في أقواله التي تعد أبرز أدلة الثبوت في القضية، أنه خطط ونفذ عملية اقتحام ؛ وحينما شاهدته المجني عليها سدد لها عدة طعنات نافذة أودت بحياتها، فسقطت السكين من يده وأصابته في قدمه مما تسبب في تناثر قطرات من دمائه في أرجاء الفيلا، فاستولى على أجهزة هواتف وعملات أجنبية ومصرية، فضلًا عن مفتاح سيارتها "المرسيدس" وفر بها هاربًا، وأثناء قيادته للسيارة اصطدم بحاجز خرساني السيارة وفر هاربًا مستقلًا سيارة أجرة، ثم أودع نفسه بمصحة نفسية إلى أن تم القبض عليه.
الخادمة الإندونيسية
ضمت قائمة أدلة الثبوت، أقوال 19 شاهدًا من شهود الإثبات، على رأسهم الخادمة الإندونيسية لنيفين لطفي، التي سمعت صراخ المجني عليها وهبت لنجدتها، وأبلغت أفراد الأمن بالواقعة، فضلًا عن أفراد أمن الكمبوند، الذين كسروا باب حجرة نوم المجني عليها ووجدوها غارقة في دمائها، والذين شاهدوا أيضًا المتهم أثناء خروجه من الكمبوند مستقلًا سيارة المجني عليها، إلى جانب شقيقة المتهم التي أكدت أن شقيقها جاء إليها في ساعة متأخرة من يوم الواقعة وأعطاها مبالغ مالية وطلب منها الاحتفاظ بها، وشهادة عامل النظافة الذي عثر على الشنطة التي تحتوي على ملابس المتهم الملطخة بالدماء، وأقوال أحد المواطنين الذي اشترى أجهزة الـ "آي باد" من المتهم بمبلغ مالي قدره 100 جنيه.
تفريغ الكاميرات
فيما يتعلق بتفريغ كاميرات المراقبة، الذي أثبت ظهور المتهم في مواضع متعددة من فيلا المجني عليها حاملًا سلاح الجريمة "السكين"، فقد كشفت قيام المتهم بالعبث بمحتويات المكان باحثًا عن شيء ما يسرقه، فضلًا عن التقرير الفني الذي أعده خبراء الأدلة الجنائية، والذي أثبت من خلال الفحص والمعاينة لمسرح الجريمة ورفع آثار البصمات تطابق 3 بصمات للمتهم بخلاط الحمام الخاص بغرفة المجني عليها، حيث ترك بصماته بعد غسيل يده للتخلص من الدماء، وبباب الغرفة، وبالأجهزة الخاصة بكاميرات المراقبة التي حاول إتلافها.
تعاطي المواد المخدرة
جاء بأدلة الثبوت التي استندت إليها النيابة في إحالة المتهم إلى محكمة الجنايات، أن تقرير عينة المواد المخدرة التي تم سحبها من المتهم أثبتت إيجابيتها وهو ما يعني أن المتهم كان يتعاطى المواد المخدرة، فضلًا عن تحريات رجال المباحث الذين تلقوا بلاغ العثور على جثة نيفين لطفي مقتولة داخل منزلها بأكتوبر، حتى تمكنوا من حل لغز القضية بالقبض على المتهم، إضافة إلى تقرير الطب الشرعي الخاص بجثة المجني عليها نيفين لطفي والذي أثبت أنها توفت نتيجة إصابتها بـ7 طعنات نافذة أودت بحياتها.
الإحالة للمفتي في 28 يناير 2018، أحالت محكمة جنايات الجيزة، المنعقدة في شمال القاهرة، أوراق بقتل رئيس بنك أبوظبي نيفين لطفي، داخل فيلتها بمدينة 6 أكتوبر، إلى فضيلة المفتي للمشورة، وحددت جلسة الإثنين، للنطق بالحكم.