باريس ـ مارينا منصف
أكدت مرشحة اليمين المتطرف للرئاسة الفرنسية، ماريان لوبان، أن الشعب الفرنسي يشعر بـ"الازدراء" في بلده، عقب وصف نائب رئيس "الجبهة الوطنية"، المقرب منها، فلوريان فيلبوت علم الاتحاد الأوروبي بـ"خرقة الأقلية". وحسبما أوردت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فقد بدأت الجبهة الوطنية اليمينة في خطابها المناهض للاتحاد الأوروبي، أمس الأربعاء، بعد أيام من إعلان موقفها المناهض للهجرة، وهي محاولة واضحة لحشد الجماهير قبيل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي ستجري الأحد المقبل.
وسلطت لوبان الضوء على تهديدي الهجرة والإرهاب، بينما انتقد فيلبوت علم الاتحاد الأوروبي قائلاً: "سترون قريبا أننا سنضع خرقتكم النخبوية في الخزانة". كما أكدت على رسالتها المناهضة للهجرة والمعادية للعولمة وهي تسعى لحشد أصوات الناخبين، فيما تستعد لآخر تجمع كبير لحملتها في مدينة مرسيليا المطلة على البحر المتوسط، حيث تبادلت حملتها العبارات الغاضبة على "تويتر" مع المفوضية الأوروبية.
وفي رد على رفض لوبان الظهور على محطة "تي.أف.1" التلفزيونية الفرنسية يوم الثلاثاء ما لم تتم إزالة علم الاتحاد الأوروبي، قالت المفوضية الأوروبية: "نفتخر بعلمنا رمز الوحدة والتضامن والوئام بين شعب أوروبا. دعونا لا نخفيه".
وبات السباق، لاختيار خلف للرئيس فرانسوا هولوند الذي لا يحظى بشعبية كبيرة، محتدما بشكل متزايد مع تقلص الفجوة بين المرشحين الرئيسيين. ومع قرب انتهاء فرصتها في الحشد ومواجهة مصيرها حثت لوبان أنصارها، في كلمة لها الاثنين الماضي في العاصمة باريس على الاحتشاد خلفها، معتبرة أنها تمثل معسكر "الوطنية"، على العكس من منافسيها الذين يدعونها. وقالت لوبان إن الاختيار بسيط، يوم الأحد المقبل موعد الجولة الأولى من الانتخابات، أنه اختيار بين فرنسا تصعد من جديد وفرنسا تغرق"،
وأضافت زعيمة اليمين المتطرف، أتعهد لكم بأنني سوف أحميكم، موضحة أن الإجراء الأول الذي ستتخذه كرئيسة هو إعادة فرض السيطرة على حدود فرنسا، وردد حشد من حوالي خمسة آلاف من أنصار لوبان الهتاف التقليدي للجبهة الوطنية، التي تتزعمها "هذا وطننا!".
ومن أهم التدابير التي يتضمنها برنامج لوبان الانتخابي، هو مجال مكافحة الإرهاب وإغلاق الحدود الفرنسية، إذ قالت لوبان في مقابلة سابقة مع صحيفة " لو باريزيان" الفرنسية مطلع الشهر الجاري، أن اول الخطوات التي يعتمد عليها في تلك القضايا هي مزيد من تحصين الحدود الفرنسية، وبعد ذلك ترحيل الأجانب الذين لهم سوابق أمنية وصلات بالتطرف أو ممن لم يحصلوا على أوراق هوية، وإسقاط الجنسية الفرنسية عن حاملي جنسية أخرى "إذا تأكدت صلاتهم بالإرهابيين".
وتعتزم مرشحة اليمين المتطرف، محاربة "الإسلام المتطرف"، على حد تعبيرها، من خلال "إغلاق مساجد السلفيين" التي تقوم ببث خطب الكراهية وسط البلاد، حسب قولها، وكذلك من خلال حظر "اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا" الذي وصفته بكونه تابعًا لحركة " الإخوان الإرهابية". وتتوافق الانتخابات الرئاسية الفرنسية هذه المرة مع زعزعة الثقة بالاتحاد الأوروبي، خاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد وظهور "نزعات انفصالية" عن التكتل الأوروبي في عدة دول أوروبية مع تصاعد في شعبية اليمين المتطرف في القارة.
ومن جهة أخرى قالت لوبان، على موقعها الإلكتروني، إنها تنوى تعليق اتفاقات "شنغن" لحرية تنقل الأفراد داخل الاتحاد الأوروبي، وطرد الأجانب الذين لديهم ملفات قضائية لتطرفهم "خلال مهلة شهرين"، في حال فوزها بالرئاسة.
وعرضت لوبان على موقعها الإلكتروني وفي شريط فيديو التدابير الـ10 التي ستخصها بأولوية في حال فوزها بالاقتراع من دورتين في أبريل/نيسان والسابع من مايو/آيار، ووعدت زعيمة الجبهة الوطنية التي تتصدر حاليًا استطلاعات الرأي أمام المرشح المستقل إيمانويل ماكرون، بتنظيم استفتاء لتعديل تنظيم المؤسسات.