جاكرتا ـ منى المصري
أبلغ رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريس، الإثنين، نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن حكومته تدرس نقل سفارة بلادها من مدينة تل أبيب إلى القدس المحتلة، لكن هذا القرار لقي غضبا دوليا، إذ هدّد المسؤولون الإندونيسيون بتعديل سياسة بلادهم تجاه أستراليا، إذا قررت حكومة رئيس الوزراء الأسترالي نقل سفارة أستراليا في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
المخابرات الأسترالية تُحذّر
وتضيف التحذيرات الصادرة عن مسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع الإندونيسية إلى ردة فعل متصاعدة، والتي شملت 13 دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والسلطة الوطنية الفلسطينية، ضد خطة الحكومة الأسترالية لإعادة النظر في موقع السفارة.
وحذّرت وكالة المخابرات الأسترالية "أسيو" الحكومة من أن التحول المقترح قد يثير الاحتجاج والاضطرابات وربما بعض العنف في قطاع غزة والضفة الغربية، وفقا إلى وثيقة مسربة.
وبدأت الشرطة الفيدرالية الأسترالية التحقيق في هذه التسريبات الخاصة بتحذير وكالة المخابرات، إذ يواصل رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، الدفاع عن خطته بحجة أنه لا يوجد دليل "في هذا الوقت" على أي عنف مخطط له نتيجة لهذا الإعلان.
القضية الفلسطينية مُهمّة لإندونسيا
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإندونيسية، أرماناثا ناصر، إن "قضية فلسطين مهمة جدا لإندونيسيا وشعب إندونيسيا، وبالطبع سنقوم بتعديل سياستنا أو تصرفاتنا اعتمادا على الوضع ولكن مرة أخرى، لن أحاول حتى التكهن بالإجراءات التي سنتخذها".
وقال ألبريجادير جنرال توتوك سوجيهارتو، وهو متحدث باسم وزارة الدفاع الإندونيسية، إن التزام أستراليا والتعاون في مجال الدفاع في إندونيسيا سيستمر في الوقت الراهن، مضيفا: "بالطبع سيكون الموضوع قيد المراجعة في المستقبل، لتحديد ما إذا كان هذا التعاون مفيدا لكلا الطرفين".
موريسون يصرّ على حجته
تأتي هذه التدخلات بعد تعليقات من نائب رئيس الوزراء الأسترالي السابق، بارنابي جويس، على أن الحكومة "يجب أن تكون حريصة" على عدم تعريض العلاقات التجارية مع دول الشرق الأوسط وإندونيسيا للخطر بأي تحرك، لكن الجمعة أصر موريسون على أن الأستراليين كل يوم يهتمون بما إذا كانت السفارة في إسرائيل موجودة في تل أبيب أو في القدس، وجادل موريسون أن الناخبين يريدون أستراليا أن يكون لها "صوتها الخاص" في السياسة الخارجية.
وقال لشبكة "ناين" الإخبارية: "لا يمكن توجيهنا قبل دول أخرى حول العالم للتعبير عن وجهات نظرنا، أعتقد بأنها مسألة مهمة تتعلق بالسيادة الأسترالية، فإذا قلت لي إنني غير مسموح لي بطرح سؤال حول قضية مهمة مثل السلام في الشرق الأوسط.. فهذا لا يجعلنا دولة مستقلة".
وذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية الخميس الماضي، أن محتويات نشرة "أسيو" تم تداولها في 15 أكتوبر/ تشرين الأول، اليوم السابق لإعلان موريسون عن النقل المقترح للسفارة، والذي يشير إلى أن التحول المفترض سيجذب الانتباه الدولي.
وتحدّث رئيس أسيو، دنكان لويس، إلى رئيس وكالة الأنباء الفرنسية، أندرو كولفين، وأشار رسميا إلى أن تسريب الوثيقة يتم التحقيق فيه.