نيويورك - العرب اليوم
أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة ، أنه "يسعى لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في ليبيا ربيع العام المقبل"، في موقف يعتبر إقراراً منه بصعوبة الالتزام بخطة سابقة كان قد أعلنها سابقاً وتقتضي بإجراء هذه الانتخابات قبل نهاية العام الجاري. وقال سلامة في إفادة عرضها أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، إن "الصراع في ليبيا نزاع على الموارد"، محذرا من "صعوبة تحقيق الاستقرار في هذا البلد ما لم يتم مواجهة ذلك".
وأبلغ سلامة، أعضاء مجلس الأمن، بأن "مؤتمرا وطنيا سيعقد في ليبيا في الأسابيع الأولى من 2019 للدفع باتجاه عقد انتخابات في هذه البلد العربي "قد تجري ربيع 2019". واعتبر أن "انعقاد المؤتمر سيكون فرصة توضح رؤية الليبيين لمستقبلهم، والتي لا يمكن لمن هم في السلطة في الدولة المنقسمة أن يتجاهلوها".
وعزا المبعوث الأممي تأخر انعقاد المؤتمر، الذي ظل قيد المناقشة منذ العام الماضي، إلى استمرار القتال والانقسامات بين القادة الليبيين. وأشار إلي أن "مؤتمر "باليرمو" الذي ستستضيفه إيطاليا الأسبوع المقبل، يعد فرصة للدول الأعضاء لتقديم دعم ملموس إلي ليبيا وخاصة في تدريب قوي أمن مهنية وكسب المزيد من الدعم العملي لنظام وطني يخص إعادة توزيع الثروات كي يستفيد منها جميع السكان عوضا عن أثرياء ظهروا بين عشية وضحاها".
وأوضح سلامة أن "الصراع الحالي في ليبيا هو في أساسه نزاع من أجل السيطرة علي موارد البلاد، والاستقرار سيكون بعيد المنال ما لم يتم مواجهة هذا الأمر". وأشار إلى أن "الحل الواضح يتمثل في تلبية مطالب الشعب الليبي والاستماع إلى أصوات الناس". وأضاف: "ليبيا تعيش دائرة عقيمة ومدمرة تغذيها الطموحات الشخصية لقادتها الذين يسرقونها وينهبونها".
وطالب سلامة مجلس الأمن بضرورة "التحرك لوضع حد لتلك المخاطر الحيلولة دون أن تصبح ليبيا مصدرا للفزع والجزع بالنسبة لجاراتها في المنطقة". وحذر في إفادته من مغبة أن "تتحول مناطق الجنوب الليبي إلي موطئ قدم لتنظيم داعش الإرهابي والجماعات الإرهابية". ولفت سلامة إلى أن "الوضع الأمني تحسن رغم هشاشته، بدأ بالفعل إخلاء المباني ومقرات الوزرات في طرابلس من الجماعات المسلحة التي انتشر أفرادها علي أطراف المدينة".
وحذر المسؤول الأممي من الأوضاع التي تشهدها السجون الليبية، ووصفها بأنها "تحولت الي شركات خاصة تدر مكاسب هائلة لأصحابها ويجري فيها تعذيب المئات من مواطني ليبيا والأجانب على حد سواء".
وفي 21 سبتمبر/أيلول 2017 طرح سلامة خارطة عمل أممية تتضمن عدة نقاط بينها إجراء انتخابات نهاية العام الحالي. واستنادا لذلك، خرج لقاء عقد في باريس نهاية مايو/أيار الماضي وجمع الخصوم السياسيين في ليبيا، بمبادرة فرنسية تتضمن إجراء انتخابات في 10 ديسمبر/كانون أول المقبل، لكن خلافات داخلية وخارجية جعلت إجراء الانتخابات في تلك الموعد أمرا مستبعدا. ومنذ 2011، تشهد ليبيا انقساما تجلى مؤخرا في سيطرة قوات خليفة حفتر، المدعومة من مجلس النواب، على الشرق الليبي، في حين تسيطر حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا، والمدعومة من المجلس الأعلى للدولة على معظم مدن وبلدات غربي البلاد.