طبيعة بلا حدود

تطوع ثلاثون شابا وشابة لمشاركة جمعية طبيعة بلا حدود في حملة التشجير التي أقامتها بوادي حمام القراحلة في منطقة جبلة وفي أعلى منحدر أجرد تتعرض تربته للإنجراف وبمعدلات عالية سنويا.2

وذكر رئيس الجمعية  حازم سليمان أن الأنواع التي تم تشجيرها على هذا المنحدر كانت أشجار الخرنوب والغار والدلب وتم التركيز على هذه الأصناف على اعتبار أن الخرنوب والغار شجرتان متأصلتان في تلك المنطقة وثمارهما باتت في الفترة الأخيرة محصولا اقتصاديا ذا قيمة نفعية خصوصا لسكان الأرياف ومن ناحية أخرى فإن تلك الثمار تشكل غذاء لكثير من أنواع الحيوانات والطيور البرية التي تعيش في تلك المنطقة.

وأشار إلى أنه تم اعتماد تصميم خاص للحملة حيث أتت على شكل رحلة قسم برنامجها إلى عدة فترات أولها تم فيها الشرح للمشاركين عن الأسس العملية والعلمية الصحيحة في زراعة الأشجار كما تم تأمين فريق دعم فني قوامه ثلاثة شبان من ذوي الخبرة العملية والقدرة البدنية الجيدة ليتجولوا بين المشاركين ويقدموا الدعم حيث تكون الحاجة .

وبعد ساعتين من العمل المتواصل في التشجير نفذ المتطوعون استراحة قصيرة تناولوا فيها الشاي الذي تم اعداده على نار الحطب ليتابعوا بعد ذلك فترة أخرى من العمل لينتقلوا بعد انتهاء العمل الى موقع الغداء وقد كان في غابة جميلة على قمة جبل عال يبتعد عن موقع التشجير نحو عشر كيلو مترات حيث اعتكف فريق صغير من المتطوعين في تلك الغابة منذ الصباح لتأمين وجبة غداء شهية لجميع المشاركين .

وأوضح رئيس الجمعية أن المتطوعين الذين شاركوا في هذه الحملة استمتعوا بنزهة جميلة في أحضان الطبيعة وتناولوا طعاما خاصا تم اعداده على نار الحطب  الناتج عن حملات التقليم التي تنفذها الجمعية أيضا وقاموا بعمل بيئي ووطني بامتياز .

وأشار إلى أن الموقع الذي تم فيه التشجير كان صعبا وخطرا حيث أن درجة ميلان المنحدر كانت حوالي ال80  درجة في بعض المواقع بالإضافة إلى وجود نسبة كبيرة من الحجارة الكبيرة والصخور اذ كان يضطر المشارك في كثير من الأحيان إلى تغيير موقع الحفرة عدة مرات .

ولفت إلى أن الموقع يتمتع بأهمية سياحية إذ أنه يقع في جوار غابة مختلطة صغيرة وعلى كتفه وادي غني بالتشكيلات الصخرية وبأنواع النباتات النادرة وقد قصده في العام الماضي عدد من السائحين البيئيين والباحثين الأكاديميين مع جمعية طبيعة بلا حدود.

وذكرت المتطوعة ابتسام فرحات أنها عاشقة للطبيعة التي تعتبرها متنفسها الوحيد ومن هذا المنطلق شاركت بجميع حملات التشجير لأنها تعتبرها واجبا على الجميع تجاه أمنا الطبيعة ليبقى اللون الأخضر مكللا جبالنا الشامخة