سيول - أ.ف.ب
رأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاربعاء ان على الدول المتطورة ان تتقاسم تقنياتها لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري مع الدول الناشئة من اجل التوصل الى اتفاق خلال المؤتمر الدولي للمناخ في باريس، اثناء زيارة الى كوريا الجنوبية التي اعتبرها "مفيدة جدا" في المفاوضات.
وتشير هذه الزيارة الاولى لرئيس فرنسي الى كوريا الجنوبية منذ 15 عاما والتي تتزامن مع الذكرى الـ130 للعلاقات الثنائية، الى النشاط الدبلوماسي الكثيف الذي تبذله فرنسا تمهيدا لاستضافتها مؤتمر الامم المتحدة حول المناخ الذي يفتتح في نهاية الشهر.
وقال هولاند للصحافيين ان "رهان مؤتمر باريس برمته لا يقتصر على تحديد معايير وقيود، بل يشمل ايضا رهانا تقنيا كبيرا هو الا نخشى تقاسم التكنولوجيا. وهذا بنظري ما سيجعل (المؤتمر) ناجحا او فاشلا".
وذكر بان الدول الناشئة تسببت بفشل مؤتمر كوبنهاغن عام 2009 مشيرا الى انه "اذا لم تكن الدول مقتنعة بانه سيكون هناك دورة تنمية جديدة بفضل التكنولوجيات التي يمكننا تقاسمها فان هذه البلدان لن تلتزم".
وراى الرئيس الفرنسي بصورة خاصة ان على الدول المتطورة ان "تعد الهند" رابع دولة ملوثة في العالم بدعم خطتها لتطوير الطاقات المتجددة.
كما دعا الى ان تقدم الدول المتطورة باسرع وقت ممكن اموالا الى الصندوق الاخضر، الية التمويل التابعة للامم المتحدة ومقرها في كوريا، حتى تثبت مصداقية تعهداتها.
وقال مشددا "اذا لم يتم تمويل هذا الصندوق، واذا لم تقدم اموال للبلدان، فستنشأ شكوك. لذلك من المهم للغاية ان يتم الاعلان اليوم عن اولى مساهمات هذا الصندوق للدول التي تعد بتفعيل طاقات متجددة والتي تعتبر من الاكثر هشاشة".
ويهدف هذا الصندوق الى توجيه التمويل الذي تقدمه الدول المتطورة نحو مشاريع تهدف الى التكيف مع مفاعيل التغير المناخي في الدول النامية والحد منه.
والمطلوب بحسب الهدف الذي حددته الدول التمكن من تمويل الصندوق بحدود مئة مليار دولار في السنة بحلول 2020.
- دور "مفيد" لكوريا الجنوبية -
وشدد هولاند على الدعم الذي يمكن ان تقدمه كوريا الجنوبية الدولة الاسيوية التي تؤكد تصميمها على التحرك على صعيد البيئة، في المفاوضات التي يتحتم خوضها بشكل مكثف خلال الفترة التي تفصل عن مؤتمر باريس.
وقال مفتتحا طاولة مستديرة تنظم في سيول حول المناخ والتنمية الخضراء "ان كنت هنا اليوم، فلانه لا يمكننا انتظار باريس: علينا ان نحضر لباريس، هناك مرحلة ما قبل المؤتمر الدولي للمناخ".
واضاف "هناك ايضا اجتماع مجموعة العشرين (في انطاليا بتركيا) حيث سيلتقي اللاعبون الرئيسيون في الموقع ذاته".
وردد ان "نجاح باريس يكمن في ما قبل باريس، لذلك رايت انه يجدر العبور من سيول قبل باريس".
وكوريا الجنوبية هي اول دولة اسيوية اقامت سوقا وطنية للكربون، ويمكنها ان تقوم ضمن مجموعة العشرين بدور التقريب بين الدول الصناعية الكبرى من مجموعة السبع والدول الناشئة الكبرى المتحفظة على اتفاق في باريس وعلى الاخص الهند رابع ملوث في العالم.
ولفت هولاند الى ان "كوريا مشاركة بصورة خاصة في التحضير لهذا اللقاء وستكون مفيدة جدا في العملية.
وذكر هولاند من بين الداعمين للمؤتمر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ولي هوسونغ الرئيس الجديد للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التي تشكل اعمالها مرجعا للمفاوضات، معتبرا ان هذا الدعم "سيكون ثمينا لنا في مرحلة المؤتمر الحاسمة".
وتحدث الرئيس الفرنسي بعد زيارة للصين استمرت يومين وتوصل خلالها مع نظيره شي جينبينغ الى تفاهم على التوصل الى اتفاق ملزم في مؤتمر باريس مع تضمينه فقرة تنص على مراجعة للالتزامات كل خمس سنوات، في تطور واضح في الموقف الصيني.
ويقوم هولاند بجولته برفقة عدد من الوزراء بينهم وزراء الخارجية والبيئة والثقافة والمال.