وطنية -العالم العربى
نظم مركز حماية الطبيعة في الجامعة الاميركية، بالتعاون مع معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في مقر المعهد قبل ظهر اليوم، مؤتمرا بعنوان "حلول عملية لازمة النفايات"، في اوديتوريوم المعهد في الجامعة، تخلله اطلاق النسخة العربية من دليل ادارة النفايات الصلبة على مستوى البلديات، في حضور عدد من الناشطين والخبراء البيئيين وممثلي بلديات ومهتمين.
متري
في البداية، تحدث مدير المعهد الوزير السابق الدكتور طارق متري، فرأى أن "مشكلة النفايات هي شاهد على عجز الدولة وقصورها عن تأدية مهماتها في حل هذه الازمة"، مشيرا الى أن "ادارة النفايات الصلبة أثارت مشكلة الفساد المستشري في كل مرافق الدولة". وقال: "ان المزايدات بين القوى السياسية أحاطت موضوع النفايات بغشاوة زادتها التباسا بالنسبة الى المواطنين العاديين، وتفسيرات الخبراء والناشطين البيئيين غير الواضحة، فاضاعونا رغم انهم أرادوا مساعدتنا".
وأوضح أن "العرض الذي أعده فريق بحث متخصص في الجامعة الاميركية الهدف منه مساعدة من هم في موقع المسؤولية في البلديات لتكوين رؤية أكثر وضوحا وتوضيح المعلومات اللازمة لهم".
صليبا
ثم تحدثت مديرة مركز حماية الطبيعة وأستاذة الكيمياء في الجامعة الدكتورة نجاة صليبا عن مخاطر رمي النفايات عشوائيا لما تسببه من انبعاثات مضرة بالصحة. وتناولت موضوع حرق النفايات والاساليب التقنية الصحيحة لذلك وصيانة المعدات وقياس نسبة الانبعاثات، واستعمال الفلاتر المناسبة للحد منها، مشيرة الى "تحذير منظمة الصحة العالمية من أن الانبعاثات من الحرق في لبنان تتخطى المعدل الطبيعي المسموح به عشرات الاضعاف، لافتة الى انبعاث جزئيات بسبب الحرق تتراكم في الهواء وتؤدي الى الامراض وأحيانا الى الموت".
ونصحت ب-"اعتماد حل نصف مركزي لمعالجة النفايات على مستوى القضاء أو اتحادات البلديات أو تجمع بلديات، نظرا الى الكلفة المرتفعة للمعالجة والتي قد تتخطى قدرة الكثير من البلديات لا سيما البلديات الصغرى".
مرعبي
وكانت كلمة لمدير دائرة الصحة البيئية والسلامة ومعالجة المخاطر في الجامعة الاميركية فاروق مرعبي، فلفت الى "3 سيناريوهات لمعالجة النفايات على مستوى التجمعات البلدية: تجمعات صغيرة (10 اطنان يوميا)، متوسطة (بين 10 و30 طنا) وكبيرة (بين 30 طنا و100 طن) تشمل كلها الفرز مع تفضيل أن يكون من المصدر، وفرز في المراكز وتسبيخ النفايات العضوية وإعادة تدوير ما يمكن تدويره والطمر الصحي للعوادم"، مؤكدا أن "تقنية المعالجة تختلف باختلاف الكميات".
مسعود
وشرحت الاستاذة في دائرة الصحة البيئية الدكتورة مي مسعود "التحديات في ادارة النفايات الصلبة"، مشيرة الى أن "أبرز التحديات تكمن في نقص التشريعات التي توفر مبادىء واضحة لادارة هذه النفايات"، موضحة "ضعف أداء السلطات المسؤولة عن هذا القطاع والى نقص مالي وموضوع استرداد الكلفة من المعالجة ونقص في الموارد البشرية المؤهلة وانعدام المشاركة بين القطاعين العام والخاص لادارة هذا الموضوع، واخيرا نقص في التوعية الشعبية على أهمية وطريقة الفرز من المصدر واستدامة نظام ادارة النفايات الصلبة".
ابو نجم
أخيرا، تحدث الاستاذ المساعد في قسم الهندسة المدنية والبيئية في الجامعة الدكتور مجدي ابو نجم عن "3 مشاريع ممولة من الحكومة البريطانية لمعالجة النفايات الصلبة في البقاع والشمال وتقوم على اشراك المجتمع المدني في الحلول المقترحة ومحاولة خلق فرص عمل لاهالي المناطق المستهدفة".
ولفت الى أن "المشاريع تتضمن مراجعة المشاريع القائمة والمخططة في المناطق المعنية مع الاخذ في الاعتبار قدراتها الاستعابية وخطة ادارة النفايات الصلبة مع اجراء اختبارات بيئية سليمة"، مؤكدا أن "المشروع انطلق اليوم وأنه خطط بعد اجراء دراسة جدوى اقتصادية تأخذ في الاعتبار السعر وخلق فرص من خلال إعادة التدوير والتسبيخ".