الظواهر المناخية القصوى

لا يُستبعد تفاقم الظواهر المناخية القصوى وفي شكل ملحوظ، حتى لو تحققت أهداف مؤتمر باريس، القاضية بالحد من ارتفاع حرارة الأرض عند مستوى درجة ونصف الدرجة أو درجتين في الحد الأقصى، مقارنة بما كانت عليه قبل الثورة الصناعية، استناداً إلى دراسة نشرتها مجلة «ساينس أدفانسز» الأميركية. وحلل معدّو الدراسة احتمالات وقوع مواسم حرّ وجفاف وأمطار غزيرة في السنوات المقبلة.
 
وسُجّل رقم قياسي من الأضرار الناجمة عن الظواهر المناخية القصوى العام الماضي، بلغ 306 بلايين دولار بسبب التغيّر المناخي. وقال الباحث في معهد «ستانفورد وودز» للبيئة نوا ديفنبوغ: «هذه التكاليف المتزايدة هي واحدة من الإشارات إلى أننا لسنا مستعدين للمناخ السائد اليوم، وأقل استعداداً أيضاً لارتفاع الحرارة درجة إضافية».
 
وكانت الدول الـ190 الموقّعة على اتفاق باريس عام 2015، تعهّدت العمل على خفض الانبعاثات من غاز ثاني أوكسيد الكربون وغيره من الغازات المسببة لارتفاع حرارة الأرض، بهدف الحد من تجاوزها مستوى درجة ونصف الدرجة أو درجتين على الأكثر، مقارنة بما كانت عليه قبل الثورة الصناعية. لكن تحقيق هذا الهدف لا يعني أن الأرض ستكون بمأمن عن الظواهر المناخية الكارثية.
 
وأشار معّدو الدراسة إلى أن ذلك المستوى ذاته «سيؤدي إلى زيادة كبيرة في احتمال وقوع ظواهر مناخية قصوى لم يسبق لها مثيل».
 
وتوصلت الدراسة أيضاً، إلى أن «البشر تسببوا بزيادة احتمال وقوع ظواهر مناخية قصوى لم يسبق لها مثيل في التاريخ، بما بين 50 و90 في المئة في أميركا الشمالية وأوروبا وشرق آسيا».
 
وفي ظلّ التعهّدات المقدّمة في باريس، ستكون موجات الحرّ أكثر احتمالاً خمسة أضعاف في نصف مساحة أوروبا وأكثر من ربع مساحة آسيا، وستكون الأمطار الغزيرة أكثر احتمالاً بثلاثة أضعاف في أكثر من ثلث أميركا الشمالية وأوروبا وشرق آسيا.