سويسرا ـ العرب اليوم
أكد العالم السويسري فيرنر مونتر، خبير السيول والانجرافات، ذو الشهرة العالمية، إن "القول بأن بإمكان الإنسان التأثير في المناخ هو ضرب من الغطرسة المستهجنة".
ومنذ عصر ما قبل الصناعة وحتى عام 2013، ازداد تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للكرة الأرضية بنسبة 142%، إلا أن العالم فيرنر مونتر يقول: "من يعتبر بأن غاز ثاني أكسيد الكربون يمكن أن يؤثر في تدفئة المناخ هو بلا شك إنسان يخالف القوانين الأساسية للطبيعة".
ويُعتبر مونتر أحد المشككين، الذين يُبدون معارضتهم علنا ودون مواربة لتأثير الإنسان في ارتفاع درجة حرارة الأرض، ويعتبرها مجرد "ضحك على العقول". وأوضح فيرنر مونتر لـ swissinfo.ch: "لدينا قائمة طويلة بعناوين بحوث ودراسات علمية تُعارض وجهة نظر الجهات المعنية بتأثير الإنسان على تغيير المناخ".
وللتدليل على صحة فرضيته، يستشهد فيرنر مونتر بحدث من الماضي السحيق قائلا: "خلال عصر الهولوسين (الحقبة الجيولوجية التي بدأت منذ حوالي عشرة آلاف سنة) وحتى الآن حدث وأن ارتفعت درجات الحرارة بشكل ملموس، أكثر مما هو عليه اليوم".
ومضى قائلا " لقد كشف علم المناخ القديم على مدار مئات ملايين السنين عدم وجود علاقة بين ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي وبين درجة الحرارة فوق سطح الأرض، وهناك دليل آخر، يتمثل في أن ثاني أكسيد الكربون ليس ضارا، وإنما هو غاز حيوي، لا يمكن تصور وجود الحياة فوق كوكب الأرض بدونه، كما أن تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لا يكاد يُذكر (0,04%)، وأن 5% فقط من كمياته الحالية مصدرها الإنسان، "فهل يُعقل أن هذا بإمكانه إحداث تغيير في المناخ؟"، يتساءل فيرنر مستنكرا.
ومن وجهة نظره، فإن ظاهرة الاحتباس الحراري ونسبتها إلى انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، هي أيضا قضية مزعومة، فمنذ أكثر من قرن "ونحن نعلم بأن هذه الظاهرة لا يُمكن أن توجد، لأنها لا تتوافق مع قوانين الفيزياء".
وفي الواقع، ليس فيرنر مونتر هو وحده من ينتقد الطرح الرسمي لظاهرة الاحتباس الحراري، بل "هناك ما بين 20 إلى 30% من سكان الولايات المتحدة يُشككون، أو لا يقتنعون بوجود ظاهرة الإحتباس الحراري، يشككون بالمسؤولية البشرية عنها أو بمخاطرها"، وفق ما ذكر مايك شيفر، الأستاذ في معهد الصحافة والدراسات الإعلامية التابع لجامعة زيورخ.
وعلى الرغم من ذلك فقد كشفت دراسة تحليلية أجريت على ما يقرب من 12000 تلخيص لبحوث ودراسات علمية، صدرت خلال الفترة الممتدة ما بين عامي 1991 وعام 2011، كشفت أن أكثر من 97% من كُتّابها ومؤلفيها هم مع فرضية أن الإنسان هو السبب في ظاهرة الاحتباس الحراري.