دبي ـ وام
أظهرت دراسة أجراها الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات "جيبكا" أن نحو 80 في المائة من كبرى شركات إنتاج الكيماويات والبتروكيماويات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي تعتبر أن استراتيجية الابتكار هي إحدى أهم أولوياتها في أداء الأعمال في دلالة واضحة على أن إضفاء التطويرات والتحسينات والتحديثات ضمن القطاع بات أمرا ملحا وضرورة ماسة.
وبحسب الدراسة الجديدة - التي أطلق عليها " استطلاع جيبكا للابتكار 2015 " - فإن عدد الشركات التي وضعت استراتيجية واضحة ومدروسة في الابتكار قد تضاعف من نسبة 21 في المائة في العام 2010 إلى 41 في المائة في العام 2015 وعليه فأن 38 في المائة من الشركات التي تم استطلاع آرائها والعاملة في قطاع الكيماويات بمنطقة الخليج العربي تنظر بشكل جدي في تطبيق سياسة ابتكارية وتتوقع أن تصبح من بين أبرز أولوياتها على مر السنوات العشر المقبلة .
وأوضح الدكتور عبد الوهاب السعدون الأمين العام لـ " جيبكا " أن قطاع البتروكيماويات الخليجية نما على مر العقود الأربعة المنصرمة بشكل متسارع من بدايات متواضعة إلى قطاع تقدر قيمته بمليارات الدولارات بطاقة إنتاجية تزيد على 140 مليون طن ومنتجات متنوعة تستخدم في تطبيقات عديدة عبر مختلف القطاعات .
وفي ظل توقعات النمو التي تشير إلى تحقيق تطور مستدام تظهر نتائج اخر استطلاع أجرته " جيبكا " والذي يرصد في نسخته الثانية أبرز التصورات وأهم الأولويات لدى أكبر شركات إنتاج البتروكيماويات من المنطقة - إلى أن الشركات المنتجة للبتروكيماويات في المنطقة تنشد وبشكل متزايد اعتماد خطط الابتكار المجدية لمواكبة المنافسة المحتدمة في السوق " .
واستطلعت الدراسة خلال هذه النسخة آراء 24 مديرا أو مسؤولا تنفيذيا من منطقة الخليج العربي مثلوا ما نسبته 70 في المائة من الشركات المنضوية تحت "الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات" كعضو دائم.
ومن حيث الاستثمار قام قطاع الكيماويات في الخليج باستثمار ما قيمته 367 مليون دولار في مجال الأبحاث والتطوير في العام 2013 وهورقم يمثل نحو/ 0.8/ في المائة من قيمة الاستثمار العالمي في هذا المجال.
ونوه الدكتور السعدون إلى أنه غالبا ما ينظر إلى الاستثمارات في مجال الأبحاث والتطوير على أنها مؤشرات لانفتاح وتقبل الشركة أو الدولة لاعتماد الخطط الابتكارية .. مشيرا إلى أن إنفاق منطقة دول مجلس التعاون الخليجي في مجال الأبحاث والتطوير قد يعتبر منخفضا إلا أن دمج الابتكار في العمليات التشغيلية يمثل نهجا طويل الأمد ويستلزم التخطيط الدقيق والمدروس.
ولفت إلى أن قطاع البتروكيماويات عمل خلال السنوات الخمس الأخيرة على تبني برامج تدريبية طموحة والتعاون مع العديد من الجامعات وتم الكشف عن 5 معاهد متطورة للأبحاث في إشارة إلى أن فرق الإدارة العليا تأخذ موضوع الابتكار على محمل الجد حيث أن الابتكار هو الذي سيضمن استمرارية القطاع في ظل تقلبات أسعار النفط".
وأوضح أنه سيتم الكشف عن "استطلاع جيبكا للابتكار" خلال منتدى جيبكا للأبحاث والابتكار الذي سيقام في دبي خلال الفترة من 16 إلى 18 مارس الجاري بحضور كبار المسؤولين التنفيذيين من أبرز شركات البتروكيماويات إلى جانب الخبراء الأكاديميين وممثلين عن معاهد الأبحاث لتشارك الرؤى والأفكار حول موضوع "استراتيجيات تحفيز الابتكار والأبحاث".