واشنطن - العرب اليوم
توصل علماء فلك الى كشف سبب عدم وجود كواكب من نوع "الارض الهائلة" اي كواكب صخرية اكبر من الارض، تدور قريبا من الشمس، على غرار ما هو موجود في مجموعات شميسة اخرى، مفسرين ذلك بدور تدميري اضطلع به كوكب المشتري لدى تشكله.
وجاء في دراسة نشرتها الاثنين مجلة الاكاديمية الاميركية للعلوم ان كوكب المشتري دمر في حركته حول الشمس كواكب صخرية مشابهة لكوكب الارض، قبل ان يستقر في مدار ثابت.
ويمكن لهذه النظرية ان تفسر سبب اختلاف مجموعتنا الشمسية عن مئات المجموعات الشمسية الاخرى المكتشفة في السنوات الاخيرة.
فالمجموعات الشمسية المرصودة في مجرتنا "درب التبانة"، تتكون من مجموعات من الكواكب الصخرية الكبيرة القريبة جدا من شموسها، تعرف باسم "الارض الهائلة".
اما مجموعتنا الشمسية فهي تتميز "بعدم وجود كواكب بين الشمس وعطارد" اقرب الكواكب اليها، بحسب غريغوي لوغلين استاذ الفيزياء الفلكية في جامعة كاليفورنيا واحد معدي الدراسة.
ويرجح الباحثون ان يكون كوكبا المشتري وزحل تشكلا بالتزامن مع تشكل كواكب صخرية اخرى ذات غلافات جوية كثيفة، بالقرب من الشمس، تكونت من الغبار والغازات، وكانت تشبه ما يسميه العلماء كواكب الارض الهائلة.
لكن فيما كان كوكب المشتري العملاق يتحرك ليستقر في مداره ، فان الاضطرابات في الجاذبية ادت الى سلسلة ارتطامات بين الكواكب الصخرية والكويكبات، فحولتها الى قطع متناثرة.
والتحمت هذه القطع بسحابة الغبار والغازات حول الشمس مؤدية الى تدمير كل الكواكب التي كانت في طور التشكل.
بعد ذلك، تكون من هذه القطع السابحة حول الشمس جيل جديد من الكواكب هي عطارد والزهرة والارض والمريخ.
وهذه الكواكب هي احدث عهدا من تلك الابعد عن الشمس اروانوس ونبتون وبلوتو، بحسب العلماء.
لكن هذه الكواكب القريبة من الشمس اصغر من تلك الكبيرة التي تدور بالقرب من شموس اخرى، وغلافاتها الجوية اقل كثافة.
وقال غريغوي لوغلين "ان احدى الفرضيات التي تطرحها نظريتنا هي ان وجود كواكب صخرية مشابهة للارض مع ضغط جوي ضعيف نسبيا هو امر نادر" في مجموعات شمسية اخرى.
وبحسب الباحثين، فان ما جعل تكوين كواكب عطارد والزهرة والمريخ والارض ممكنا هو كوكب زحل الذي ابقى كوكب المشتري في مدار حول الشمس ابعد مما يكون عليه عادة هذا النوع من الكواكب الغازية العملاقة.