القاهرة ـ أ.ش.أ
ترأس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء حاليا، بتكليف وتمويل من الاتحاد الاوروبى، تنفيذ مشروع لمراقبة الأراضى المصرية المتدهورة لتحقيق الاستخدام الأمثل لها من خلال تطبيق أحدث تقنيات صور الأقمار الصناعية وتكنولوجيا النانو والمواد الكيماوية المتقدمة، بالتعاون مع جامعة برشلونة باسبانيا والمعهد الملكى للتكنولوجيا باستكهولم بالسويد وجامعة مصركوفا ببورنو بجمهورية التشيك، وهو ما يعد من المرات النادرة التى يكلف فيها الاتحاد دولة نامية لرئاسة مشروع علمى ضخم من خارج دول الاتحاد.
وصرح الدكتور عبدالله جاد رئيس شعبة الدراسات البيئية واستخدامات الأراضى بالهيئة ورئيس الجانب المصرى للمشروع لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، بأن تولي مصر رئاسة هذا المشروع يعد ثقة وتقديرا للعلماء المصريين ويعكس التقدم الذى وصل إليه علماء وباحثو الهيئة والامكانيات التكنولوجية الحديثة التى تطبقها فى المجالات الحيوية التى تحقق التنمية المستدامة وتخدم المجتمع، مشيرا إلى أن المشروع يضم عددا من الباحثين والاخصائين بالهيئة.
وقال إن المشاركين فى المشروع من مصر واسبانيا والسويد والتشيك توصلوا إلى عدد من النتائج منها أنه باستخدام المرئيات الفضائية متعددة الأزمنة يمكن تتبع التغير الذى يطرأ على خواص وانتاجية الأراضى المتدهورة، كما أمكن باستخدام الجسيمات الدقيقة "النانو" التخلص من الملوثات الكيماوية للتربة وكذلك اعادة استخدام المياه الملوثة بعد نزع ما تحتويه من عناصر ثقيلة.
وأضاف أن المشروع يهدف إلى دعم الهيئة لتكون مركزا علميا متميزا فى مجال التشخيص والتنمية المستدامة للأراضى المصرية المتدهورة التى تنعدم فيها القدرة الانتاجية نتيجة عدة أسباب فى مقدمتها الامتداد العمرانى على الأراضى الزراعية، وزحف الرمال، وارتفاع مستوى المياه، والرعي الجائر وتلوث التربة.
وتابع أن المشروع يهدف كذلك إلى زيادة وتطوير قدرات الهيئة الذاتية القائمة من حيث الموارد البشرية من أجل تطبيق قوانين صيانة الأراضى وزيادة القدرات التقنية والبشرية بالهيئة لإقامة وتطوير التعاون مع الهيئات القومية والدولية المهتمة بتلك المشكلة والاحتفاظ بالكفاءات المميزة داخل الهيئة، وجذب الباحثين ذوي الخبرة العالية من الخارج من أجل زيادة المعرفة التطبيقية.
بدوره، أشار الدكتور أحمد الزيني الباحث المساعد بالهيئة وعضو الفريق البحثي للمشروع إلى أنه قام بإجراء تجارب على عينات من التربة ومياه الري بمحافظة دمياط ، وتم إيفاده إلى معهد التكنولوجي بالسويد لمدة 3 أشهر ضمن أنشطة المشروع، للتدريب على أحدث تقنيات النانو ومحاولة استخدام جسيمات وألياف النانو لمعالجة الأراضي المصرية الملوثة بالمعادن الثقيلة، موضحا أن النتائج أثبتت كفاءة تلك الطريقة بنسبة بلغت أكثر من 90 % لإزالة المعادن الثقيلة السامة المتواجدة في التربة.
وأوضح أنه سيكون هناك تعاون مستقبلي بين مصر والسويد لمحاولة استكمال تلك الدراسة والعمل على تطبيقها على أرض الواقع، لافتا إلى أن تلك الدراسة تعد جزءا من رسالة الدكتوراة الخاصة به والمقرر مناقشاتها بكلية العلوم جامعة دمياط فبراير المقبل.