لوران فابيوس (يسار) والى جانبه وزير البيئة البيروفي مانويل بولغار

يجتمع نحو ستين وزيرا للبيئة والطاقة لليوم الثاني الاثنين في باريس لتحريك المفاوضات من اجل التوصل الى اتفاق عالمي حول المناخ بينما حذر تقرير جديد للامم المتحدة من مستوى قياسي جديد للغازات المسببة للاحترار في 2014 واعلن آخر عن ارتفاع منسوب مياه المحيطات التي ستغمر جزئيا مدنا كبرى.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي سيترأس مؤتمر المناخ المقرر عقده في باريس من 30 تشرين الثاني/نوفمبر الى 11 كانون الاول/ديسمبر، للوزراء ان "الحياة على ارضنا هي المهددة تحديدا والامر ملح بالمطلق".

ويتوقع التوصل الى اتفاق لمكافحة ارتفاع حرارة الارض في ختام هذا المؤتمر الذي سيفتتح بقمة يشارك فيها رؤساء دول وحكومات اكثر من مئة بلد.

ويأتي هذا الاجتماع الذي يسبق مؤتمر المناخ بينما حذر تقرير للمنظمة العالمية للارصاد الجوية التابعة للامم المتحدة من ان كثافة الغازات المسببة للدفية سجلت رقما قياسيا جديدا في 2014.  واشار التقرير الذي لا يقيس كميات انبعاثات الغازات بل مدى كثافتها في الجو، ان ثاني اوكسيد الكربون ارتفع الى 397,9 جزيئة بالمليون في الجو العام الماضي.

وقال ميشال جارو المدير العام للمنظمة العالمية للارصاد الجوية التابعة للامم المتحدة، في جنيف الاثنين "كل سنة نتحدث عن رقم قياسي جديد في الغازات المسببة للدفيئة" مضيفا "كل سنة نقول انه لم يعد هناك مزيد من الوقت وعلينا ان نتحرك الآن لخفض انبعاثات الغازات وللاحتفاظ بفرصة لاحتواء ارتفاع حرارة الارض وابقائها بمستوى معقول".

واكد جارو "لا يمكننا ان نرى غاز ثاني اكسيد الكربون. انه تهديد غير مرئي لكنه واقعي جدا". واضاف "انه يعني درجات حرارة اعلى بشكل عام ومزيدا من الظواهر الجوية القصوى مثل موجات الحر والفيضانات وذوبان الجليد وارتفاع مستوى المحيطات وحموضتها".

وصدرت تصريحات جارو غداة تاكيد باحثين اميركيين ان مدنا كبرى مثل شنغهاي وبومباي وهونغ كونغ مهددة بسبب الخلل المناخي بالزوال جزئيا على الامد الطويل بعد ان تغمرها المياه اذا لم يتوصل العالم الى الحد بدرجتين ارتفاع حرارة الارض.

وعند ارتفاع الحرارة اكثر من درجتين، سيواصل مستوى مياه البحر الارتفاع لتغطي اراض يقطنها اليوم 280 مليون شخص، حسب الدراسة التي نشرها مركز الابحاث كلايمت سنترال. واذا ارتفعت اكثر من اربع درجات فستشمل الظاهرة عندها اكثر من 600 مليون شخص.

وبعد اجتماعهم العام الاحد، التقى الوزراء اليوم الاثنين في جلسة مغلقة وفي مجموعات عمل تتناول مختلف المواضيع مثل العدالة والطموح والمالية بعد 2020 والتحركات قبل 2020.

وسيقدم فابيوس نتائج هذه الاعمال الثلاثاء.

- عمل شاق -

وقال فابيوس في افتتاح الاجتماع بعد ظهر الاحد ان هذا اللقاء التمهيدي لمؤتمر باريس يجب ان "يجد طريق التسوية حول اكبر عدد ممكن من القضايا".  واضاف "انها مسؤوليتنا كوزراء ورؤساء وفود ان نعطي دفعا سياسيا ونسهل ما يجب ان يكون الاتفاق النهائي".

ويمثل وزراء البيئة والطاقة المجتمعون في العاصمة الفرنسية كل مجموعات الدول المشاركة في المفاوضات والتي لا تزال تقوم بينها خلافات كثيرة.

وخلال دورتهم الاخيرة من المفاوضات السابقة لمؤتمر المناخ في باريس، وافق مفاوضو الامم المتحدة في تشرين الاول/اكتوبر على نص من 55 صفحة يتضمن العديد من الخيارات المتناقضة في بعض الاحيان.

وامام الوزراء عمل كبير للتفاهم على المساعدة المالية من دول الشمال الى بلدان الجنوب من اجل تمويل سياساتها المناخية، والاهداف على الامد الطويل وتقاسم المجهود ضد ارتفاع حرارة الارض بين الدول الصناعية والناشئة والفقيرة وزيادة التعهدات التي قطعتها الدول لخفض انبعاثات الغازات ذات مفعول الدفيئة.

ويفترض ان يسمح الاتفاق الذي يؤمل في التوصل اليه في مؤتمر باريس بابقاء ارتفاع حرارة الارض ضمن درجتين بالمقارنة مع الوضع قبل الثورة الصناعية. وبعد هذا السقف يتوقع العلماء انعكاسات خطيرة على الانظمة البيئية والاقتصادات مثل فيضانات متكررة وموجات جفاف.

وذكر تقرير للامم المتحدة الجمعة بضرورة تكثيف الجهود. فالتعهدات التي قطعتها 146 دولة   في الاول من تشرين الاول/اكتوبر لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحترار ستؤدي على الارجح الى ارتفاع في درجات الحرارة تتراوح بين ثلاث و3,5 درجات بحلول 2100، اي انها بعيدة عن هدف الدرجتين مئويتين.

كذلك دق البنك الدولي جرس الانذار محذرا بان العالم سيضم مئة مليون شخص اضافي يعيشون في الفقر المدقع بحلول 2030 اذا لم يجر اي تحرك للحد من تأثير ارتفاع حرارة الارض، كما ورد في تقرير نشرته هذه الهيئة المالية الدولية الاحد.

والدول الرئيسية المسببة لانبعاث الغازات المسببة للدفيئة ممثلة في باريس الى جانب عدد كبير من الدول الافريقية والجزر الصغيرة من ضحايا اضطرابات المناخ.