جدة – العرب ليوم
بمسميات غربية، وجوازات سفر يتنقل بعض الشباب على كورنيش جدة برفقة أنواع غريبة من الكلاب مثل "تشاو تشو" و"جيرمن شيبرد" و"الجولدن ريتريفر"، و"اللابرادو"، و"البوكسر"، مظهرين تفاخرهم باقتناء هذه الكلاب المستوردة التي تتراوح أسعارها بين 1000 ريال و20 ألف ريال.
وتم رصد وجود عدد من المتنزهين على كورنيش جدة، وبرفقتهم أنواع غريبة من الكلاب، ورغم اختلاف الشباب في الهدف من اقتنائها، فإنهم متفقون على أنها تستخدم للفت الأنظار، خاصة في ظل وجود أعداد كبيرة من المتنزهين على الكورنيش.
ومع منع تلك الكلاب من دخول المملكة بقرار من مصلحة الجمارك، إلا أن هناك سوقا رائجة لها في جدة، ورغم تأذي عدد من المواطنين والعائلات من وجود تلك الكلاب في أماكن التنزه، إلا أن الجهات المعنية وقفت حائرة أمام هذه الظاهرة.
وأوضح محمد الطالع إن "الكلاب التي يتم تداولها في المملكة تتعد أنواعها، وأبرزها الجولدن ريتريفر Golden Retriever، وهو كلب صيد مهمته مطاردة الفريسة وإحضارها بعد اصطيادها، ويتميز بالذكاء والاستجابة السريعة للتدريب، وهنا أيضا اللابرادور Labrador Retriever، وهو كلب حراسة من الدرجة الأولى أو الثانية، وهناك نوع يسمى الجيرمن شيبرد "German Shepherd، ومن الأنواع المعروفة البوكسر "Boxer"، والبيت بول Pitbull، مشيرا إلى أن أسعارها تختلف أيضا، حيث تبدأ من ألف ريال إلى 20 ألف ريال.
وأفاد المركز الإعلامي لأمانة جدة أن "الكلاب المقتناة ليست من اختصاص الأمانة، فهي مملوكة لأفراد، وموجودة داخل المنازل، وتستخدم لأغراض مثل الحراسة وغيرها، لذلك تعتبر ملكية خاصة لا يمكن التعامل معها، وأن ما تختص الأمانة بمتابعته هي الكلاب الضالة، والتي توجد في الشوارع العامة، والبرحات، والأحواش المهجورة، والمباني تحت الإنشاء، خاصة في البلديات الطرفية".
وأوضح مصدر في مصلحة الجمارك أن "الكلاب من السلع الممنوع استيرادها، باستثناء المخصصة للصيد، أو للحراسة أو للمكفوفين، ويشترط للاستيراد في تلك الحالات تقديم شهادة من الجهة المختصة في بلد المصدر مصدقة من سفارة المملكة تفيد بأن الكلب المراد إدخاله كلب حراسة أو صيد أو للمكفوفين، إضافة إلى عرضه على المحجر البيطري".
وتم التواصل مع المتحدث الرسمي لشرطة منطقة مكة المكرمة العقيد الدكتور عاطي القرشي للحصول على رأي الشرطة في اقتناء الكلاب، وما يترتب على ذلك من تأذي بعض المواطنين، فلم يصل الرد، رغم مرور أكثر من أسبوع.
وأكد المستشار الشرعي والداعية علي المالكي أن اقتناء الكلاب مكروه شرعا، واختلف العلماء في حرمته، والشافعية يرونه جائزا، وقال إن "اقتناء الكلاب مظاهر البذخ والإسراف، وهي ظاهرة دخيلة على المجتمع، ونتاج للتقليد الأعمى للغرب، وانتقلت إلينا من الذين سافروا إلى الخارج عن طريق الرحلات العادية، أو عن طريق الابتعاث، كما أن للقنوات الفضائية دورا في ترويج هذه العادة".
وأضاف أن "هذه الكلاب كانت تستخدم في السابق للحراسة، ونظرا لأننا نعيش الآن في أمن وأمان فلا داعي لاقتنائها، لما لها من أضرار متعددة، من بينها ترويع الناس".
وطالب المالكي بالضرب بعصا من حديد -وفقا لقوله- على يد كل من يقتني كلبا بخلاف الأنواع المخصصة للحراسة أو الصيد، وأضاف أن "ترويع الآمنين محرم شرعا، ومجرم نظاما، ويحق لكل من يُروع أن يقدم شكوى ويرفع قضية أمام المحكمة".