بغداد – نجلاء الطائي
اقامت دائرة السينما والمسرح على المسرح الوطني احتفاليتها لمناسبة عيد السينما العراقية تحت شعار "من جذوة النصر والتحرير تستعيد السينما العراقية بهائها ", واستهلت الاحتفالية التي تصدت الفنانة شذى سالم لمهمة عريفة الحفل فيها بعزف النشيد الوطني ثم قدمت الفرقة القومية للفنون الشعبية اوبريت "حوار".
وقال وكيل وزارة الثقافة جابر الجابري خلال كلمة له، "نحتفل اليوم لمناسبة مرور 61 عاما على ولادة معلم من معالم الثقافة والابداع العراقي وشاهد من شواهد هذه الحضارة والمدنية والعقل والموهبة العراقية واننا نريد اليوم ان نطلق سينما جديدة ونحتفل بولادة سينمائية عراقية جديدة تناسب التحدي الذي يخوضه هذا البلد بكل مكوناته واطيافه وطبقاته".
وأطلق الجابري في كلمته مشروعا استثماريا داعيا الجهات المختصة للاستثمار في هذا المجال من أجل الارتقاء بواقع السينما العراقية والقى بعد ذلك مدير قسم الانتاج السينمائي قحطان جليل كلمة بالمناسبة اكد خلالها الحرص على تكريم الذين يعملون خلف الكادر من الذين امضوا سنوات طويلة في العمل دون ان يذكرهم احد ثم عرضت افلام صحوة للمخرج جمال عبد جاسم وروح اخرى للسينما للمخرج علي هاشم ويبتسم للمخرج حسين السلمان والهروب للمخرج ذو الفقار المطيري.
وتم خلال الاحتفالية تكريم عدد من رواد السينما وهم فؤاد رضا وقحطان سعيد ومهدي حمد وخلف عزيز ورياض محمد علي ومجيد حميد وعباس كاظم وربيعة عبود وسليم العبد الله ومجيد علوان وسامي قاسم وعامر جبوري فضلا عن تكريم نخبة اخرى من ملاكات قسم الانتاج السينمائي والتلفزيوني.
واختلف صناع السينما العراقية ونقادها جمهورها، على تحديد تاريخ عرض أول فيلم محلي، ليكون عيدا للسينما العراقية، وصار الاتـــــــفاق على ان يــــوم 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1946،وعرض فيه فيلم" ابن الشرق" المنتج من قبل شركة أفلام "الرشيد"، التي أسسها في القاهرة طالب في كلية الطب مهووس بالسينما يدعى عادل عبد الوهاب، ومثل فيه المطربان حضيري ابو عزيز وعزيز علي، مع النجمة مديحة يسري، هو اليوم المشهود، اذ نجح الفيلم نجاحا كبيرا بعد عرضه في سينما غازي، لكن الأمر لم يدم طويلا، إذ اعترض آخرون على ذلك، مدعين أن "ابن الشرق" إنتاج مشترك بين مصر والعراق والهيمنة فيه للمصريين، لذا من غير المنطقي اعتباره إنتاجا عراقيا محضا.
واقترح فيما بعد ان يكون فيلم "عليا وعصام" الذي اخرجه اندريه شاتان وصوره جاك لامار بطاقم عراقي، أول إنتاج سينمائي عراقي، وبذا صار تاريخ 12/اذار/1949 عيدا للسينما العراقية، وهو من إنتاج استوديو بغداد، شاهده البغداديون من خلال شاشة سينما روكسي و شهد اقبالا كبيرا.
وتأسس استوديو بغداد برأسمال يهودي وطني، كمشروع واعد لبناء نهضة سينمائية كبرى، لولا اتهام مريب بالتجسس لإسرائيل، أطاحت بهذا الصرح الكبير، الذي كان يضاهي بتقنياته استوديوهات القاهرة ، لم يدم الوقت طويلا حينما انبرت مجموعة من المتخصصين، لطرح فكرة أن يكون الفيلم عراقيا بالكامل، كي يكتسب الريادة، وهو رأي معتبر على أية حال، وصار منطقيا اعتبار فيلم "فتنة وحسن" للمخرج حيدر العمري، أول فيلم عراقي إخراجا وتصويرا وتمثيلا، إذ شاهده الجمهور في سينما "الحمراء" و "الهلال" و "القاهرة" وكان العرض الأول له بتاريخ 20 حزيران/يونيو 1955، وهو من تمثيل ياس علي الناصر، ومديحة رشدي، وسلمى عبد الأحد، وغازي التكريتي، واحمد عبد المنعم.
وكتب قصته والسيناريو عبد الهادي مبارك وحيدر العمري، وصوره سيمون مهران، ووضع الموسيقى له الملحن ناظم نعيم، وأنتجته شركة " دنيا الفن" التي أسسها ياس علي ، وكان لا يملك الا حلما و(750) فلس ، والطريف ان ياس، الذي انتج الفيلم وادى دور البطولة فيه حلم بفكرته، وهو جالس في سينما غازي يشاهد فيلما مصريا بلغت تكلفة "فتنة وحسن" (8) الاف دينار، وحصل على إيرادات زادت على (40) الف دينار، وبهذا يعد الانجح في تاريخ السينما العراقية، وتدور احداثه حول قصة حب بين حسن وفتنة، ومحاولة ام البنت التفريق بينهما، وبعد مفارقات يحصل حسن على ابنة عمه ، ويذهب كيد الام سدى، قصة الفيلم ساذجة وليست لها قيمة، سوى شرف محاولة فنانين، عشقوا السينما وقدموا لها ما يستطيعون..