بكين - العرب اليوم
قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت،: إنه يرحب بعرض الصين إجراء محادثات بشأن اتفاق للتبادل التجاري لمرحلة ما بعد «بريكست»، خلال زيارته بكين سعياً لتعزيز العلاقات قبل خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي العام المقبل.
ويزور هانت الذي عين وزيراً للخارجية في وقت سابق هذا الشهر، بكين لإجراء محادثات مع نظيره الصيني وانج يي، وغيره من كبار المسؤولين، ضمن جولة تشمل محطتين في باريس وفيينا، حيث يجري محادثات مع نظيريه الأوروبيين حول بريكست.
وقال هانت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وانج: «ناقشنا العرض الذي قدمه وزير الخارجية وانج لبدء محادثات بشأن اتفاق محتمل للتبادل الحر بين بريطانيا والصين، ما بعد بريكست».
وأضاف «نرحب بذلك وقلنا إننا سندرسه».
وكان هانت الذي جاءت أول جولاته الخارجية إلى الصين، قد قال قبيل الزيارة، «إن بريطانيا وهي تغادر الاتحاد الأوروبي ملتزمة بتعميق الشراكة مع الصين».
وأضاف: «يمثل الحوار الاستراتيجي بين المملكة المتحدة والصين فرصة مهمة لتكثيف تعاوننا بشأن التحديات المشتركة في الشؤون الدولية، بدءا من التجارة العالمية الحرة إلى عدم الانتشار والتحديات البيئية، في إطار الشراكة العالمية بين المملكة المتحدة والصين».
وتقوم بريطانيا حاليا بدراسة خياراتها لمرحلة ما بعد الـ «بريكست». وتتفاوض على اتفاق للتبادل الحر مع الولايات المتحدة فور خروجها من الاتحاد الأوروبي، بحسب ما أعلنه وزير التجارة الدولية ليام فوكس الأسبوع الماضي.
وكشفت تقارير الأسبوع الماضي أن رئيسة الحكومة تيريزا ماي أوفدت وزراء إلى دول الاتحاد الأوروبي الـ27 في محاولة للتوسط لعقد اتفاقات خلف الكواليس بعد أن أبدى كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه، تحفظات بشأن خطتها لـ «بريكست». ويجب التوصل من حيث المبدأ إلى اتفاق حول كيفية خروج بريطانيا، المحدد في 29 مارس 2019، خلال 3 أشهر على الأقل قبل قمة أوروبية في منتصف أكتوبر.
وقال هانت: إنه أجرى مع وانج محادثات «بناءة جدا» في بكين دو الإعلان عن أي تفاصيل أخرى.
من جانبه، قال الوزير الصيني: إنه وهانت اتفقا على العمل معا للحفاظ على التجارة الحرة والاتفاقيات متعددة الأطراف وقواعد منظمة التجارة العالمية.
ونقلت وكالة «بلومبرج» للأنباء عنه قوله في المؤتمر الصحفي، لدى سؤاله حول الخلاف التجاري مع أميركا: إن «الولايات المتحدة الأميركية غالبا ما تقول إنه يتم استغلالها، ولكن هذا أمر مربك، الأمر يبدو كأن شخصا يشتري منتجا بقيمة 100 دولار من متجر ولديه المنتج في يده ويشتكي بعد ذلك أنه فقد 100 دولار»، وأضاف «هل هذا منطق؟».
وانتقد وانج واشنطن في الإفادة الصحفية وقال: إن «مسؤولية الاختلالات التجارية بين الصين والولايات المتحدة لا تقع على عاتق الصين»، مضيفاً أن الولايات المتحدة استفادت كثيراً من التجارة مع بلاده من خلال الحصول على كثير من السلع بأثمان زهيدة بما عاد بالنفع على المستهلكين الأميركيين، فيما استفادت الشركات الأميركية بشكل كبير في الصين أيضاً.
وأضاف وانج أن الولايات المتحدة هي التي بدأت التوتر الحالي وأن على الدولتين حل مشكلاتهما في إطار منظمة التجارة العالمية وليس وفقاً للقانون الأميركي.
وأكد «لا تريد الصين خوض حرب تجارية.. لكن في مواجهة هذا السلوك العدائي من الولايات المتحدة وانتهاك الحقوق فلا يسعنا إلا أن نتخذ إجراءات مضادة».
وقال وانج: «أميركا والصين أجريتا عدة جولات من المشاورات وتوصلا لإجماع مهم، ولكن للأسف أميركا لم تف بالتزاماتها، كما أنها لم تبذل جهوداً مشتركة مع الصين».
وأكد أن الصين مستعدة لاستئناف المباحثات مع أميركا في حال توافر الشروط المطلوبة، وقال: «باب الصين نحو الحوار والمفاوضات مازال مفتوحاً، ولكن أي حوار يجب أن يستند إلى المساواة والاحترام المتبادل».
وذكرت «بلومبرج» أنه برغم أن المسؤولين الأميركيين والصينيين أشاروا إلى احتمال استئناف المباحثات، لم تجر أي مفاوضات بين الجانبين منذ نحو شهرين. ويشار إلى أن تعليقات وانج تشير إلى انقسامات قوية بين الجانبين، في ظل خطط أميركا بفرض رسوم على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار.