الشارقة ـ وام
أكدت قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة رئيسة تحرير مجلة مرامي أهمية الإرادة لتحقيق النجاح في الحياة .
وقالت سموها - في افتتاحية العدد الجديد من المجلة التي تصدر عن المجلس تحت عنوان " في الإرادة .. لا في الاستطاعة " - ان كل يوم يمر علينا يثبت لنا أن العلم يتربع على عرش الوجود البشري فمن دون علم تنعزل الحياة في تخلف لا يتناغم مع طبيعة الحياة ووجود البشر فيها لذلك ليس غريبا أن يعنى ديننا الإسلامي وكل الأديان السماوية بالعلم وبتحري الحقائق فيه حتى يعيش البشر بسلام.
وأضافت " فما كان للطب أن يسرع الخطى نحو اكتشاف الأدوية التي تكافح عضال الأمراض إلا بالعلم وما كان للهندسة أن ترفع الصروح والبنى التحتية التي تخدم الإنسان المعاصر إلا بالعلم وما كان ليدخل في عالم افتراضي شكلته التقنيات الحديثة إلا بطفرة علمية مدهشة " .
وقالت ان العلم حين يمتزج بقيم الرقي الأخلاقي يشكل إنسانا يحمل في كلماته وسلوكه وحضوره وصمته وتعبيره عن ذاته نبلا وأخلاقا تجعله نجما مؤثرا في حياته وحياة غيره ..مضيفة سموها " لولا العلم لما عرفنا حق المعرفة ديننا الذي يستنير به البحث في الكون وأسراره عبر التأمل والتدبر .. ديننا النابض بالإنسانية عند التعامل مع الغير أيا كانت انتماءاتهم والذي عندما مورس بجهالة وأمية مظلمة رآه البعض .. ظنا منهم لا حقيقة .. مصدرا للعنف والكراهية والبغضاء ".
وأكدت ان العلم يحظى برعاية إلهية عظيمة لأن الله سبحانه جعله سببا لاستقرار الإنسان على الأرض ومرشدا لعمارتها بالبشرية وبمشاهد المدنية التي تخدم وجود البشر .. لهذا حين يهتم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بالعلم والعلماء إنما يهتم بالإنسان ومستقبله وبالمجتمع وجهود تطويره والمحافظة على حضارته ..
يهتم بما هو أبقى وأنفع للبشرية.
وأوضحت سموها " لقد تمثل هذا الاهتمام في الكثير من جهوده الداعمة للعلم ومن يسعى إلى العلم ويطلبه ففتح المجال أمام الطلبة لارتقاء درجات العلم عبر الدراسات العليا بالجامعات التي تعمل بمتابعة سموه وبإشرافه المباشر .. فأمام كل طالبة الآن سلم ممتد نحو آفاق لا محدودة .. وبيدها قرار ارتقائها درجات أعلى في العلم ".
وقالت انه آن الأوان لأن يأخذ أبناء الإمارات مكانهم في مقاعد التدريس الجامعي ولن يتحقق ذلك إلا بخريجين في الدراسات العليا .. وهذا ما يسعى إليه سموه عبر إيجاد وسائل الدافعية لأبنائه المواطنين من خريجي الجامعات لاستكمال رحلة العلم ليقفوا أمام طلبة جدد جاؤوا يستنيرون بعلمهم لمستقبلهم ومستقبل أمتهم ساعيا لأن تكون جامعاته رائدة في مجال التعليم العالي في المنطقة.
وأوضحت ان من ملامح اهتمام صاحب السمو حاكم الشارقة بالعلم وطالبيه تذليل العقبات التي تؤرق طالب العلم خاصة عقبة الرسوم والتكاليف الدراسية التي قد تثقل كاهل ذويه .." فطالما أن هناك جدية في الدراسة والبحث وطالما أن هناك مستحقين لرفع التكاليف المالية عنهم فإن المنح الدراسية تزيل أية عثرة أمامهم وعلى الطالب أن يحقق نجاحا علميا طيبا ويتحمل مسؤوليته بجدية أكثر .. إذ لا مكان لمن يجد دعما لتحقيق حلمه ..
ثم يستهين بهذا الحلم ولا يعطيه حقه من الجهد وملئ الوقت بالتفكير والتخطيط في جعله حاضرا على أرض الواقع ".
واختتمت سمو الشيخة جواهر المقال بالقول " إن وجود اهتمام بهذا المستوى يبث في النفس إرادة من نوع آخر .. إرادة تسخير الأوقات لنسج الأحلام الجميلة بمنظار العلم وحده .. فالعلم يحمي الفتاة من عثرات الطريق ويسهل عليها إيجاد الحلول للمشكلات التي تواجهها ويستحث فيها التفكير الإبداعي الذي يحقق لها شخصيتها المستقلة والمتفردة .. وهو أيضا منبع للرقي السلوكي والأخلاقي .. بإمكان طالب العلم أن يكون نجما مضيئا للمستقبل يخدم نفسه حين يخدم مجتمعه وأمته والإنسانية كلها بعلمه ورقيه ونبله .. إن استطاع بل إن أراد أن يوجد له بصمته الخاصة في المشاركة التنموية فالسر في الإرادة لا في الاستطاعة".