القاهرة - أ.ش.أ
يقول الشاعر والروائي صبحي موسى إن شهر رمضان واحد من الشهور غير المنتجة بالنسبة لي على الصعيد العملي، ربما لأنه ذو طقوس خاصة، أغلبها اجتماعي وديني، كزيارة الأهل والأصدقاء أو قراءة القرآن ومتابعة باقة المسلسلات الرمضانية.
ويضيف: ما بين ممارسة هذه الطقوس وأداء العمل الاعتيادي كنت أسعى لاقتناص بعض الوقت للقراءة على الهامش الرمضاني، فقرأت الجزء الثامن من الفتوحات المكية لمحي الدين ابن عربي، والذي جاء كاملا عن الصلاة، وبالمناسبة لا يوجد اختلاف كبير بينه وبين إحياء علوم الدين للغزالي، فقط كانت قدرة ابن عربي على التأويل أوسع في بعض المناطق، فضلا عن أنه كان ينطلق من أيديولوجيا صوفية، أي أنه كان معنيا بتقديم تفسير للأشياء، رغم التزامه بسرد ما تواتر عن الصحابة والتابعين وآراء العلماء، لكنه في النهاية يقول رأيه بوضوح بوصفه صاحب مذهب أو معبر عن تيار معين، وبالمناسبة فإن إحياء علوم الدين رغم تصدره للشكل السني إلا أن الجانب الصوفي فيه كبير، حتى أن أبو حامد الغزالي انشغل بأن يظهر للقارئ بوصفه أحد أقطاب الصوفية أو العالمين بها.
ويستطرد موسى: من بين القراءات التي انشغلت بها في هذا الشهر الكريم جاء كتاب غالي شكري "من الأرشيف السري للثقافة المصرية"، وهو كتاب لا يقدم الخطايا التي وقع فيها عدد من المثقفين المصريين كتوفيق الحكيم وصالح جودت ويوسف إدريس وغيرهم لكنه أيضا يقدم تحليلا للظروف التي دفعت الجميع لاتخاذ هذه المسارات الخاطئة والمدهشة، قرأت أيضا كتابه "ثقافة النظام العشوائي" الذي قدم فيه تحليلا للمناخ السياسي والثقافي المصري بدءا من السبعينيات حتى بداية الألفية، شرح فيه العلمانية وأسباب الانحياز لها أحيانا وعلى استحياء، شرح أيضا استعمال الدولة للإسلام السياسي ودعمها له، وأوضح الكوارث التي نعيشها الآن حتى بعد رحيل غالي شكري بنحو 15 عاما.
ويتابع: قرأت عددا من الأعمال الإبداعية من بينها رواية الكاتبة الفرنسية انجريد توبوا "ملك أفغانستان لم يزوجنا"، ورواية "1919 " لأحمد مراد، وهى بالمناسبة رواية ليست سيئة لكنها أيضا ليست مهمة، فمشكلتها تكمن في أن كاتبها انشغل بتقديم القاهرة إبان ثورة 19 كما قدمتها أفلام الستينيات.. أما الكتابة فلم أكتب سوى مقال أو اثنين بالكاد إلى جانب تجهيز عددي يوليو وأغسطس من مجلة "الثقافة الجديدة" التي أرأس تحريرها الآن.