الرئيس اللبناني ميشال عون

أخمد رجال الإطفاء وطائرات هليكوبتر تابعة للجيش اللبناني، حريقا هائلًا اندلع في مرفأ بيروت، الخميس، وجاء ذلك بعد شهرين من انفجار المرفأ. وقال الرئيس اللبناني ميشال عون وسط غضب اللبنانيين، والحديث عن شبهات فساد، "إن الحريق قد يكون عملاً تخريبياً مقصوداً أو نتيجة خطأ تقني أو جهل أو إهمال".

وقال مراقبون إن اللبنانيين بحاجة لمعرفة الأسباب، في ظل غياب المعلومات الرئيسية، مؤكدين أن إمكانية افتعال الحريق من قبل بعض الجهات مطروحًا، إما لإخفاء شبهات فساد، أو وضع المرفأ تحت وصاية دولية ما.

حريق جديد

وفي مستهل جلسة مجلس الدفاع الأعلى للبحث في موضوع حريق المرفأ، أضاف عون: "لم يعد مقبولاً حصول أخطاء، أياً يكن نوعها، تؤدي إلى حريق كهذا، وخصوصاً بعد الكارثة التي تسبب بها الحريق الأول"، مشيراً إلى أن العمل اليوم يجب أن ينصب على درس الإجراءات الفعالة لضمان عدم تكرار ما حصل.

واندلع حریق كبير في مرفأ بیروت، أمس الخمیس، لیطلق عموداً ضخماً من الدخان الأسود شوهد في سماء العاصمة اللبنانیة، وذلك بعد أكثر من شھر على انفجار ھائل دمر جزءاً كبيراً من المرفأ والمنطقة المحیطة به.

وشاهد أهالي العاصمة بيروت ألسنة اللھب تتصاعد في منطقة المرفأ المدمرة، لكن لم یتضح على الفور سبب الحریق.

وأصدر النائب العام لدى محكمة التمييز اللبنانيّة، القاضي غسان عويدات، قراراً بتكليف عدد من الجهات للتحقيق في أسباب الحريق الذي اندلع أمس في مرفأ بيروت. فيما أكدت قيادة الجیش اللبناني أن طائراتها تساهم في العمل على إخماد الحریق.

وصاية دولية

فيصل عبد الستار، المحلل السياسي اللبناني، قال إن "هناك تساؤلات كبيرة حول حريق مرفأ بيروت للمرة الثانية أمس، فحتى الآن ما زالت فرق الدفاع المدني تباشر عمليات الإطفاء".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "اللبنانيين يريدون معرفة الأسباب التي أدت للحريق الأول والثاني، خاصة في ظل ما تركته من آثار انهيار ودمار ضخمة، وخلف الكثير من الشهداء والمصابين".

وتابع: "ما زالت التحقيقات حتى اللحظة لم تصل لمعلومة يمكن أن تهدأ من روع اللبنانيين، أو تضمد جراح المجروحين، أو تعزي أهالي الضحايا الذين سقطوا، حتى تفاجأوا أمس بحريق هائل جديد".

وأكد أن  "الاجتماع الذي عقد أمس بالرئاسة، واستكمل اليوم حتى الآن يبحث حول طبيعة أسباب الحريق الثاني، والتي ما زالت مجهولة، لكن تصريحات الرئيس أثارت الكثير من الفرضيات".

وأشار إلى أن "تصريح الرئيس جعل الفرضية الأولى أن الحريق كان مدبرًا، وبعد ذلك تحدث أن يكون عن طريق الخطأ أو التقصير، لكن الفرضية الأولى تم التركيز عليها من قبل كلمة الرئيس".

واستطرد: "الفرضية الأولى تدفع البعض للتساؤل حول من له مصلحة في هذا الأمر، وكيف يمكن للبعض الدخول للمرفأ وسط الحضور الكبير للأجهزة الأمنية اللبنانية والدولية، ليشعل فيه النيران مجددًا، في النهاية هناك من يقول إن هذه خطة مدبرة لوضع مرفأ بيروت بالكامل تحت وصاية دولية ما".

وأنهى حديثه قائلًا: "لا يمكن في النهاية الجزم بوجهة النظر هذه، لكن هناك شعور لدى اللبنانيين أن الحريق مدبر ومفتعل، وفي حال استمرت هذه الحوادث يعني مزيدًا من انهيار منطق الدولة، وهيبة مؤسساتها".

عدم مسؤولية

من جانبه قال أسامة وهبي، المحلل السياسي اللبناني، في تصريحات لـ"سبوتنيك": "ما حصل بالأمس من حريق جديد بالمرفأ، هناك شبهات كثيرة بأن المسؤولين عن انفجار المرفأ جمعوا المستندات التي تدينهم في مكان واحد، وافتعلوا الحريق".

واستطرد: "وهناك سيناريو ناتج عن إهمال وآخره من السيناريوهات التي اعتدنا عليها من الطبقة الحاكمة عندما تريد تبرير أي عمل تخريبي، بالتالي ما قاله رئيس الجمهورية ينم عن عدم مسؤولية".

واندلع هذا الحريق بعد مرور شهر على انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس الماضي، والذي تسبب بمقتل قرابة 200 شخص، وإصابة أكثر من 6 آلاف، إضافة إلى تشريد 300 ألف مواطن من منازلهم، ووقوع خسائر مادية هائلة.

قد يهمك أيضا :

أديب يعكف على غربلة ما لديه من أسماء للاستقرار على أعضاء الحكومة اللبنانية الجديدة

"حزب الله" يتمسك بوزارة " المال" وأديب يضغط لمداورة الحقائب في الحكومة اللبنانية الجديدة