واشنطن ـ عادل سلامة
عقد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون اجتماعًا، اليوم الأربعاء، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، لبحث ملفي سورية و أوكرانيا، وسط العاصفة السياسية التي أعادت مسألة التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الأميركية السنة الماضية إلى الواجهة مجددا.
وقال تيلرسون للصحافيين: "أود أن أرحب بوزير الخارجية في وزارة الخارجية الأميركية وأعبر عن تقديري لقيامه بزيارة واشنطن لكي نتمكن من مواصلة حوارنا وتبادل وجهات النظر الذي بدأ في موسكو".
وسيستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لافروف الساعة 14.30 بتوقيت غرينتش في المكتب البيضاوي في البيت الابيض. ويعقد هذا اللقاء وسط اجواء سياسية متوترة في واشنطن غداة إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "اف بي آي" جيمس كومي بشكل مفاجىء، فيما كانت اجهزته تحقق في وجود روابط محتملة بين أوساط ترامب وروسيا خلال حملة الانتخابات الرئاسية عام 2016.
واليوم أكد الرئيس الأميركي ، ان الجميع سيشكره على إقالة مدير مكتب التحقيقات الاتحادي "أف بي آي" جيمس كومي، معتبرًا أنه لم يعد لدى أحد ثقة به في ضوء نتائج التحقيق معه في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
كومي وفور تلقيه قرار إقالته غادر كاليفورنيا في موكب ضخم من الحراسة تم تصويره بطائرة مروحية حتى وصوله إلى الطائرة التي استقلها، في مشهد شبيه بأفلام "الأكشن" الأميركية. وأعلن البيت الأبيض أن إقصاء كومي جاء بناء على توصيات من وزير العدل جيف سشنز، في رسالة من ترامب تقول "أنك لا تستطيع القيادة بشكل فعال، وأن البيت الأبيض بحاجة إلى خطوات لإعادة الثقة".
وأضاف الرئيس الأميركي في رسالته متوجها إلى كومي "أقدّر أنّك أعلمتني، في ثلاث مناسبات مختلفة، بأنني لم أكُن موضع تحقيق. غير أنّي، مع ذلك، أتّفق مع تقييم وزارة العدل بأنك لست قادرا على قيادة المكتب في شكل فعال". وقال ترامب في بيان إنّ "الإف بي آي هو إحدى المؤسسات الأكثر احتراما في بلادنا، واليوم يُمثّل انطلاقة جديدة" لهذه المؤسسة.
وكانت لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي قد دعت كومي إلى الإدلاء بشهادته في جلسة مغلقة في الثاني من مايو حول تدخّل روسيا بانتخابات الرئاسة الأميركية. وسبق أن أكد أمام اللجنة نفسها في العشرين من مارس/آذار أنّ الشرطة الفيدرالية تحقق في احتمال حصول "تنسيق" بين مقربين من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وروسيا قبل الانتخابات.
واعتبر زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور تشاك شومر، إن إقالة كومي تعد جزءاً من "نهج مقلق للغاية في إدارة ترامب،" والذي يبدو أنه مرتبط بإقالة مسؤولين اثنين آخرين رفيعي المستوى. وأضاف شومر: "أقالوا القائمة بأعمال وزير العدل في الدولة سالي ييتس. وأقالوا المدعي العام لمقاطعة جنوب نيويورك برييت باحارا. وأقالوا جيمس كومي، الرجل الذي يقود التحقيق. لا يبدو أن هذه مصادفة." ودعا السيناتور الديمقراطي إلى فتح تحقيق مستقل خاص في صلات حملة ترامب الانتخابية بالكرملين الروسي.