بيروت - لبنان اليوم
يشهد لبنان في كل مرةٍ على حدث مميز يضيء فسحة أمل في عتم وطن أثقلته الصراعات والسجالات وسنوات طويلة من الفساد، تصر فئة من اللبنانيين (عن قصد أو غير قصد) على تحويل الإيجابي إلى سلبي وإلى "نكد" لا يُصرف إلا في أروقة السجالات السياسية الهدامة وتسجيل النقاط الوهمية.وأعاد حفل الأوركسترا اللبنانية الفلهارمونية في معبد باخوس، لبنان إلى خريطة الدول المميزة بثقافتها وفنها وتاريخها في مشهدية رائعة اختلطت مع عظمة التاريخ في قلعة بعلبك، أراد البعض تحويل النقاش إلى زواريب سجالات "التواصل الاجتماعي" على خلفية انفراد قناة "المنار" بعدم نقل الحفل.
سجال سرعان ما تحول إلى حرب "افتراضية" استعملت فيها وكالعادة جميع أسلحة التخوين والشتم واستحضار الماضي بين فريقين، الأول اتهم ناشطون فيه القناة ومن خلفها "حزب الله" بالتعمية عن قصد على الجانب الثقافي للبنان ونبذ ثقافة الحياة في سبيل "تعميم النموذج الإيراني الحالي", بينما رد الفريق الثاني مبررا بأن القناة دينية ولم تنقل يوما حفلا مماثلا، وأطلق البعض منه حملة تخوين للفريق الأول متهما إياه بتنفيذ حملة مبرمجة مسبقا ضد كل ما يتعلق بـ"حزب الله" ومؤسساته خدمة لأجندات غريبة في إطار المحاولات الجارية لعزل الحزب على حد تعبير هؤلاء.
ونجح البعض بتحويل الإجماع والأنظار من نجاح ليلة بعلبك الفنية والثقافية المجبولة بعظمة تاريخية إلى سجالات رفعت مجددا من منسوب الاحتقان والكراهية في الشارع بينما كان من المفترض أن يسهم حدث مماثل بوحدة النقاش حول مخزون لبنان الثقافي والفني وعظمة تاريخه، لا إلى سجالات عقيمة خالية من أي فائدة تذكر سوى تعزيز الكراهية وإفراغ كل ما يمتلكه البعض من حقد وشتيمة.إن اللبنانيين مدعوون اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى دعم قطاع صناعة ثقافة الحوار والقبول بالرأي الآخر والالتقاء حول الإيجابيات بدل حملات التخوين الجاهزة المتبادلة عند كل مناسبة أو من دون مناسبة علّنا ننقذ ما تبقى من بلد على وشك السقوط.
قد يهمك ايضا:
"وعي داخلي" يفسد مخططات "حزب الله" لجرّ الحراك الشعبي نحو المواجهة مع سلامة
بيان السفيرة الأميركية في بيروت يكشف ثبات الموقف من "حزب الله"